الكويت تتدخل بترميم مدرسة شيدتها في السبعينيات بردفان

> تقرير رائد محمد الغزالي:

>
  • بعد عقود من تدهور المبنى وصمت السلطات..
في سبعينيات القرن الماضي، تدخلت دولة الكويت الشقيقة بتنفيذ مشروع بناء مجمع تعليمي في مدينة الحبيلين-ردفان بمحافظة لحج، هو مجمع الشهيد راجح بن غالب لبوزة.

ومنذ ذلك الحين، مثل المشروع أهمية بالغة لقاطني المنطقة، إلا أن أهميته لم تحرك الجهات المسؤولة ممثلة بالسلطة المحلية أولا، بإيلائه الاهتمام اللازم؛ فظل المبنى يقاوم عوامل التعرية وانعدام الاهتمام إلى وقت قريب، ليبدأ بعدها قلق الأهالي إزاء مستقبل أبناءهم في حال انهار المبنى، فالسلطات التي لم تعمل على ترميمه من غير المتوقع أن تقوم بإعادة بناءه خدمة للأهالي وتقديرا لدوره الهام في العملية التعليمية.

مطلع يونيو الجاري، بدا أنه من الممكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة، ليس عبر الحكومة بالطبع، وإنما عبر المشيد الأول وصاحب الفضل في وجوده. حيث بدأت أعمال المرحلة الأولى من مشروع ترميم وإعادة تأهيل مدرسة الكبسي للتعليم الأساسي الواقعة بمجمع ثانوية الشهيد راجح غالب لبوزة.
المشروع الهام الذي تنفذه مؤسسة ينابيع الخير الخيرية بدعم من الجمعية الكويتية للإغاثة، كان حلما في الماضي وأصبح حقيقة، فقد جرى في الـ 30 من مايو الماضي التوقيع على تنفيذ المشروع من المؤسسة والجهات المسؤولة بالمديرية، وتسليم الموقع لمقاول المشروع الذي باشر العمل.

إشراقة أمل
سلام أحمد
سلام أحمد
سلام أحمد علي حسين، تربوي قدير في محافظة لحج، ورئيس مجلس الآباء للمدرسة، يرى أن هذا المشروع يمثل إشراقة أمل للجميع، لأنه يضع حدا لمعاناة استمرت سنوات، فقد كان الأهالي، ومع كل عام يمر، يزداد لديهم القلق على مستقبل أبنائهم، فالمدرسة تعاني من الصعوبات، وهي بحاجة إلى الترميم، وإعادة تأهيل في العديد من الجوانب، قابل ذلك عجز الجهات المسؤولة عن فعل شيء.

وأضاف: "كنا نشعر بالإحباط لبقاء حال المدرسة على ما هو عليه، بل يزداد تدهورا، فبادرنا في العام الماضي، نحن مجلس الآباء وإدارة المدرسة بتنفيذ مبادرة لجمع المال وعمل بعض الترميمات البسيطة، وتفاعلت معنا شخصيات اجتماعية وبعض التجار ما أعطانا حافزا كبيرا لإمكانية تحقيق الحلم، لتأتي بعد ذلك الفرحة الكبرى بتحقيق الطموح المنشود بتدخل الجمعية الكويتية للإغاثة عبر مؤسسة ينابيع الخير الخيرية بمشروع ترميم متكامل وإعادة تأهيل المدرسة، وهو ما استبشر به الجميع، لأن هذه المدرسة، هي الوحيدة داخل المدينة التي يكون فيها التعليم مختلط بنين وبنات، وهي مدرسة قديمة تقع في قلب المدينة وإعادة تأهيلها يمثل مكسبا عظيما للجميع، وبإذن الله تعالى خلال شهرين أو ثلاثة سيكون المشروع، منجزا بالشكل المطلوب، وهذا حقا ما نأمله".

حلم يتحقق على الواقع
وكيل مدرسة الكبسي عبدالرحمن قاسم حسن الراعي، قال لـ "الأيام" إن هذا المشروع: "حلم أصبح حقيقة على أرض الواقع. لقد أطلقنا كثيرا من المناشدات عبر وسائل الإعلام والصحف عن المعاناة التي تمر بها المدرسة وحاجتها إلى الترميم، ومنها عبر صحيفة "الأيام" التي نشرت تقريرا عن معاناة المدرسة، ونشكرها على ذلك".

وتابع حديثه: "في العام 2019م قدم فريق من مؤسسة ينابيع الخير الخيرية إلى المديرية لتنفيذ مشروع إغاثي بتمويل كويتي وكان بصحبتهم الأستاذ عبدالرزاق البكري، منسق المنظمات الدولية بالمديرية، ولأن ضيوفا قدموا من دولة الكويت لتدشين المشروع الإغاثي استسمحهم المدير العام الأسبق للمديرية، الشهيد صالح حسين سعيد، بأن يزوروا المدرسة، وفعلا وافق الفريق على ذلك، واطلع على معاناة المدرسة، وأخبرهم المأمور الأسبق بأن هذه المدرسة بنيت على نفقة دولة الكويت الشقيقة، والآن نرى مؤسسة ينابيع الخير الخيرية تشرف على الترميم بدعم من الجمعية الكويتية للإغاثة، فلا يسعنا هنا سوى أن نقدم الشكر للجميع، وعلى رأسهم دولة الكويت الشقيقة".

المشروع سيوفر مناخا مستقرا لأكثر من 1400 طالب
فضل القطيبي
فضل القطيبي
مدير عام مديرية ردفان فضل عبدالله أحمد محمد القطيبي، كان له حديث مع "الأيام"، أعرب خلاله عن سعادته الكبيرة بهذا المشروع، مقدما شكره للجمعية الكويتية للإغاثة، ومؤسسة ينابيع الخير الخيرية على هذا التدخل الكبير الذي ستظل بصماته محفوظة في قلب كل جيل، حسب القطيبي.
وحول تنفيذ المشروع على الأراض قال: "المشروع يسير حاليا بمراحله الأولى التي تتمثل بتكسير الأجزاء التالفة من الداخل والخارج من تلابيس وكهرباء وإعادة تأهيلها وإزالة الشبابيك القديمة والأبواب وقشط الطلاء القديم. واطلعنا على سير العمل الذي يسير بوتيرة عالية، كما أننا على تواصل بالمختصين في الجانب الهندسي".

وأفاد القطيبي أن هذا المشروع حال إنجازه سيوفر لأكثر من 1400 طالب مناخا تعليميا مستقرا، إذ إن المدرسة تفتقر إلى العديد من مقومات العملية التعليمية التي من شأنها أن توفر للطالب جوا آمنا ومناسبا للتعليم، موضحا أن الأمر يتعلق بصورة خاصة بتجهيزات المبنى والأثاث المدرسي.

وأكد: "نحن - الجهات المسؤولة- سنكون في متابعة مستمرة لسير العمل لتذليل أية صعوبات قد تطرأ. شكرا للأشقاء في دولة الكويت، فمثلما كان للكويت موقف عظيم في بناء هذا الصرح، ها هي كويت الخير والعطاء تجدد خيرها، وتقدم مساعدة كبيرة لأبناء ردفان، ومع الإنجاز، يمكن ملاحظة أثر التدخل بشكل واضح على الأهالي"، مشددا على التزامهم بتقديم كافة التسهيلات لإنجاز المشروع الذي سيخدم الأجيال.

وأوضح القطيبي أن "المديرية كبيرة وخصوصا مدينة الحبيلين، وهي العاصمة التي تشهد كثافة سكانية كبيرة وحركة نزوح إليها من داخل وخارج المديرية، إذ
يصل عدد القاطنين في المدينة إلى أكثر من 80 ألف نسمة، وهي بحاجة لتدخلات المنظمات الدولية والصناديق الداعمة للمساهمة في معالجة النقص في المشاريع الخدمية والتنموية، وبصفة خاصة، حاجتها إلى مشاريع في قطاع التعليم من خلال بناء المدارس، فالمدارس الموجودة تشهد ازدحاما طلابيا، إذ يصل عدد الطلاب في بعض القاعات الدراسية المخصصة للمرحلة الأساسية إلى أكثر من 60 طالبا"، داعيا المنظمات العاملة في هذا المجال التدخل ببناء مدارس جديدة لمواكبة التزايد السكاني في المدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى