الجنوب.. والاستحقاق الوطني القادم

> في المشهد السياسي العام وما يجري اليوم من مشاورات دبلوماسية حول وقف (حرب اليمن)، وما يطرح من حلول على الأطراف المتحاربة للعودة إلى طاولة الحوار، تمهيدًا للحل النهائي، حيث تلعب دول الإقليم مع الأطراف الدولية دورًا في هذا الاتجاه.

في ظل هذه الجولات المكوكية من الحوارات تقف القضية الجنوبية بعيدة كليًا من تداولات ما يطرح على المستوى الإقليمي، وخاصة من ( دول الجوار)، ظنًا منهم أن هذه القضية هي ثانوية في هذا الصراع، ولا ينظرون أنها جوهر ولب الصراع ومنشأه في المنطقة، وما تلاه إلا تفرعات من قضية شعب ووطن محتل منذ حرب صيف عام ١٩٩٤م، وظلت تجر ذيولها مع قوى يمنية احتلالية ظالمة، أرادت فرض نفسها بالقوة كمشروع (وحدة)، انتهت بإعلان الحرب عليه.

اليوم شعب الجنوب بعد سنوات النضال التحرري السلمي المستميت، قد فرض قضيته وبسط على أرضه بعد صراع قوى الاحتلال والفيد مع بعضهم منذ عام ٢٠١١م، وقد بدأ يحمل شرعية قضيته من خلال ممثله (مجلسه الانتقالي)، حيث أخذ على عاتقه مسؤولية تحملها، وبدأ يخطو خطوات جديدة مهمة سياسية وعسكرية، في سبيل الوصول إلى الاستحقاق الوطني نحو استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية.

إن كل التحركات الإقليمية والدولية يجب عليها أن تعي جوهر ذلك الصراع، وهذا الاستحقاق الجنوبي الوطني، الذي قدم في سبيله أبناء الجنوب كل غالٍ ونفيس، من الشهداء والجرحى، ولاتزال مسيرة الفداء تتواصل على كل أرضه، وما يعتمل اليوم وفي هذه اللحظة التاريخية المفصلية من نضاله ما بعد (اتفاق الرياض)، إلا تأكيدًا على أن المجلس الانتقالي الحامل للقضية والمعترف به شرعيًا، ممثلًا لقضية أبناء الجنوب، قد بدأ خطوات العمل نحو فرض الأمر الواقع على كامل ترابه، وها هي مؤسساته التشريعية تأتلف لكي تؤكد أن مسار التسوية يجب أن ينطلق من إعطاء الجنوب حقه، وأي تسوية لا تتضمن ذلك فهي مفضية للفشل ليس إلا.

الجنوب لا ينتظر من أحد إعطاءه حقه منة منه؛ بل هو يسير بصبر وثبات نحو انتزاعه، متخذًا من الصبر والدبلوماسية وسيلة، ومن الثبات على الأرض والتمسك بحقه في الدفاع عنها طريقًا لابد منه، والاعتماد على الذات وسيلة قد ألفها في إرثه النضالي القديم عبر التاريخ، ولا حياة مع اليأس والنصر قادم بإذن الله قريبًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى