حكاية أنبل أطباء عدن

> كثيرا ما استوقفتني إنسانية عدد من الأطباء في مدينة كريتر، وهم من الكفاءات والخبرات الممتازة في مجال الطب بتخصصات مختلفة، لم أجد وصفا يرتقي إلى مستوى إنسانيتهم ودرجة توافقهم وحجم قناعاتهم.
لم يثرِ أي من هؤلاء من عائد مهنته. ربما لم يفكروا قط بمثل هذا المنحنى التجاري البعيد عن إنسانية المهنة.

تستوقفه على قارعة الطريق أو في المقهى فيقابلك ببشاشة مطلقة وابتسامة دافقة، يستمع على شكواك الطبية، فيبادر مباشرة بتشخيص حالتك ويقدم "الوصفة" الطبية لك دون مقابل.
وكم هي المواقف التي وقفت شخصيا أمام نماذج من هؤلاء الأطباء، وشرحت لهم ما أشعر به، فيبادر بفعل كل شيء وتسجيل ما يتطلب الحال من فحوص أو أدوية.

حقيقة القائمة لدي تطول، ربما بحكم علاقتي الطويلة بمدينة كريتر تحديدا، وحجم ما قابلت من إنسانية أطبائها المشهورين، ممن لم يتكسبوا قط بصورة تجارية من أعمالهم.
اخترت ربما أبرزهم مع اعتذاري لمن لم أوفيه حقه. لعل أولهم الدكتور المشهور الأخصائي الباطني الدكتور السمان

فمحامد الرجل تفرض عليك التعامل معه بكل خجل من منظور شدة تفانيه في خدمة مرضاه في أي وقت.
روحه جد إنسانية، أو هكذا هي قسمات وجهه وملامحه النيرة بطابعها. إنه، بحق، طبيب البسطاء المتنقل، وما يقدمه خارج عيادته أكثر بكثير مما ينجزه في عيادته، التي هي أيضا قبلة البسطاء.

الدكتور رياض، طيب الله ثراه، ابن المرحوم الدكتور أحمد قاسم. كان مثالا في تفانيه وخدمة مرضاه.
الدكتور رياض طيب الله ثراه كان يعمل في عيادته. حاليا شقيقة الدكتور نادر، وهو بنفس الروح الطيبة التي كان عليها شقيقه المرحوم.

الدكتور المرحوم أحمد الخينة كان هو الآخر طبيبا متواضعا خدوما قريبا من الناس ومعاناتهم، ترك بصمات عطاء وسيرة حياة رائعة.
على الجانب الآخر، أدهشتني طبيبة نساء وولادة في أحد المستوصفات، لا أريد ذكر اسمها كونها تفعل الخير لوجه الله.

فعادة ما تعيد ما يقارب نصف أجرة المعاينة لمريضاتها، فضلا على روحها الشافية وابتسامتها في معاملة مرضاها، والتخفيف عنهم، إنها بحق شذرات من فيض إنسانية البشر في مدينتنا الجميلة.
عدن هي مجالات التراحم المعهودة بين أهلها، مزايا إنسانية جد مؤثرة، ربما حفظت من معاناة الكثير بعد أن تردى حال الخدمات الطبية بصورة مؤسفة، فكم هي عدن جميلة بأبنائها من أمثال هؤلاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى