القراءة.. من أسفل

> التجارب البشرية على طول القرون الطويلة، من التاريخ البشري المدون أثبت أن القراءة..هي غذاء العقل،لذلك نسارع بشكل اوبآخر في تلقين الأطفال مبادئ القراءة والكتابة، وهنا نتحدث عن القراءة الهجائية الإعتيادية كمدخل للتعليم، واكساب الأطفال الذين يكبرون مع كل عام، (ويفترض هنا وجود نظام تعليمي متكامل، هدفه إيصال كمية المعارف إلى عقول الأولاد طبقاً لأهداف مدروسة).

نكبر ونكتشف مع السنين أن فنون القراءة متعددة و متنوعة بل ان تعلّم انواع وفنون القراءة قد اصبح علماً بحد ذاته، إذ يجعلك تفهم أي انواع القراءة تحتاج اليه في حياتك العامة والعملية، وفي أقل وقت ممكن. كمثال على ما نقول نذكر بعض انواع القراءة مثل القراءة المتتالية والقراءة القطرية والقراءة الإنتقائية ناهيك عن انواع اخرى من القراءة مثل النقدية، التحليلية، الإستعراضية... الخ. الى هنا ونحن نتحدث عن القراءة الهجائية.وهي عملية شفوية ذهنية يتم خلالها اكتساب معلومة جديدة بتم ربطها لما سبقها من معارف لتوصل معاني جديدة لفكرة او شئ ما.

لنترك هذه المقدمة لنتحدث بشكل مباشر عن قراءات اكثر تعقيدا مثل قراءة واقع معين او قراءة سلاسل من الأحداث وربما اصبحت كلمة استقراء واقع معين او سلاسل من الأحداث في حياة فرد او مجتمع او شعب أكثر دقة من كلمة قراءة. ان حدوث ذلك الإستقراء يتطلب توفر معلومات تمكنك من البناء الصحيح للأحداث وفهمها و بالتالي اتخاذ القرارات او السياسات التي يجب ان تجعلك تخرج كاسباً من معاركك إن اسميناها معارك، وما الحياة للفرد والمجتمع سوى سلسلة معارك، فينا من يكسبها وفينا ايضا من يخسرها. ومن الطبيعي أن كل منا، يقرأ الأحداث انطلاقا من معلوماته ومن ثقافته ومن مهاراته في التفكير و استخدام تجاربه السابقة. أي أن كلً منا يقرأ الأمور من زاويته ومن مستوى الإرتفاع الذي يكون فيه، والذي يتيح له زاوية رؤية اوسع واشمل تمكنه من الحكم بشكل من الأشكال على سير الأمور التي عادة ما ينظر اليها انطلاقا من مصالحه كفرد او جماعة او أمة. لذلك ربما نجد الإختلاف بين البشر والأمم ايضا في حكمها على الأمور.من هنا يمكن تقسيم الرؤى انطلاقا، إما من مستويات فوقية ، او مستويات سفلية وهذا لا يمنع البتة من التداخل او النظر الى الأمور من اعلى ثم من أسفل فكلا الرؤيتين يكملان بعضها بعضاً، بل ربما من الضرورة أن يحدث ذلك التداخل لا سيما في العمل السياسي تحديدا، ذلك ان السياسي بحاجة دوما لمعرفة رؤى القواعد (الشعب / الناس) طالما والناس وحياتهم هي موضوع الفعل السياسي.

سأضرب مثالا لما كتبته اعلاه من خلال اهم نقاط في رؤيتي الشخصية (كرؤية لمواطن يرى الأمور من أسفل) لما يحدث في بلادنا من حالة انسداد سياسي وحرب مشتعلة منذ اكثر من ستة اعوام وما يصاحب ذلك من توقف وانهيار اقتصادي ومعيشي و تشضي امني وانهيار صحي وتعليمي وقضائي يكاد يشل البلاد والعباد ويكاد ان يتجاوز بنا نقطة الانهيار والفوضى.

1.أرى أن الدولة التي تسمي نفسها بالشرعية وحكومتها التي يسمونها حكومة المناصفة قد فقدوا كل معاني المصداقية بل و كل مسببات بقائهم السياسية والأدبية و الأخلاقية بالنسبة للشعب في الشمال والجنوب، لذلك فهم في حكم العدم وإن وجدوا فليس اكثر من غطاء للتدخل السعودي في اليمن وعلينا ان لا نأمل عليهم اطلاقا. فحضورهم وغيابهم سواء بسواء

2.ارى ان النظرة الأممية ممثلة بدول مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة الى ما يحدث في البلاد وللعباد، دليل على انهيار قيمي لدى انظمة تلك الدول وهي تشجع بقاء البلاد فيما هي عليه،انطلاقا من حسابات اقتصادية في الأساس ونهب لثروات البلاد التي تتقاسمها مع كبار الفاسدين وصغارهم ومواقفهم القادمة سيصيغها تقسيم الثروات الغير معلنة في طول البلاد وعرضها .

3. ان المبادرة الخليجية سبب رئيس في حالة الجمود السياسي مثلها مثل ما يسمى بمخرجات الحوار. وان المبادرة السعودية الأخيرة فاشلة بالمطلق لأنها لا تخدم الا مصالح من قدمها وبعيدة تماما عن مصالح الشعب المنكوب شمالا وجنوبا. وعلى العالم ان يبحث عن مبادرة تحقق السلام للبلد المنكوب ولا تقدم مصالح للمستفيدين من الحرب.

4.أن محاولات تجويع وتركيع الجنوب المشتدة حاليا، ستفشل و ان الجنوب سيذهب لطرق اخرى تمكنه من هزيمة الفاعلين، وان لا حل سياسي في البلاد سيسري، دونما حل عادل للقضية الجنوبية و انتزاعه لحق تقرير مصيره سياسيا او عسكريا.

5.أن المجلس الإنتقالي قد نجح جزئيا في بعض مهامه، لكنه لم يستطع بعد ان يحول نفسه الى منظومة مؤسسية سياسية منظمة وفاعلة، حرة الإرادة، نتيجة لأخطاء سياسية ارتكبها، نتيجة حسن النية، في تقديرنا المتواضع (التي لا وجود لها في عالم السياسة) . وعلى المجلس ان يستكمل بناه التنظيمية والعسكرية وان يفرض كامل سلطاته على المناطق المحررة وان يتحمل مسؤولياته كمفوض من الشعب، كما عليه تصحيح الأخطاء السياسية والتنظيمية بسرعة وفاعلية.

اكتفي بهذا واتقدم للأيام وقرائها وكل المسلمين باجمل التهاني والأماني، بمناسبة قدوم العيد الذي نأمل ان يحمل ولو بعض السعادة لكل الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى