اللهجة العدنية تؤكد أن شعب عدن من العرب والمسلمين يتكلمون عربية أصيلة

> المحامي "أمين شمسان" باحث ومؤلف عدني، قـَدَّم وصفاً جميلاً ومُهماً عن اللهجة العدنية، ويدعو العدنيين للفخر بلهجتهم، وألّا يستحوا من التحدث بها.
عدن التي كان ومازال سكانها الأصليون يستقبلون الآخرين من شتى بقاع الدنيا ويتعايشون معهم، فاختلطت فيها لهجات الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم باللهجة والتقاليد العدنية.

لقد بقيت كثير من المفردات العربية الفصحى المدفونة في بطون الكتب تستخدم في عدن حتى اليوم. وليعلم الكثير، حتى علماء اللغة، أن هذه المُفردات العدنية هي أساساً عربية فصحى ذُكرت في القرآن الكريم.
وقد سَرد هذا لباحث بعض المفردات العدنية التي هي عربية فصحى، لكنها لم تعد تستخدم في أي مدينة عربية غير عدن، فمثلاً:

كلمة سُكـَّر ياقـَند.. القَند بمعاجم العرب يعني عـُصارة قصب السكر المركز أو عسل قصب السكر. والإنجليز أخذوا الكلمة وتحولت إلى كند ثم كاندي.
وهناك جملة تهديدية عدنية بحتة قد تستغرب أن كل كلماتها عربية أصلية، الجملة هي:

(مالك!؟ تحسب نفسك زاجي. باجي باكفتك باتُلَّك وباضرُبك لما انقعَك)، والآن لنفند كلمات هذه العبارة:
مالك: تحذير وتنبيه واستفسار. (مالك لا تأمنا على يوسف).

تحسب: تظن (أيحسب الإنسان أن يُترك سدى).
زاجي: زَجَى معناها دفع بقوة. زجا الراعي غنمه بالعصا، بالقوة. القوي يزجي أي يدفع اعداءه.

الله سبحانه وتعالى يزجي السحاب بالرياح.
باكفـِتك: كلمة يكفت تعني يضم. مثلاً الجاذبية الأرضية تكفتنا وإلا سنطير من الأرض.

باتـُللك: تلله يعني أسقطه أرضا. تله للجبين.
بالعدني با تللك با ابطحك أرضاً.

باضرُبك لما انقعَك: النقع بالعربي يعني التراب.
بسورة العاديات يقول تعالى: (فاثرن به نقعا) أي التراب.

بالعدني بانقعك يعني با أمرغك بالتراب. العرب الآن يستخدمون كلمة سأمرغك بالتراب، والعدني يقول بانقعك وهي الأصح.
ونقول ضربوه لما نقعوه، أي مرغوه بالتراب.

وهناك كلمات أخرى مثل ضبحان.
العاديات ضبحا.. الضبَح تعني الصوت الذي يخرج من الأنف. فالخيل عندما تجري وتدور على أرض المعركة تنفث الهواء من أنفها بقوة نتيجة التعب والمجهود الذي تبذله بالمعركة وتفتح أنفها للآخر. والرياضي عندما يتمرن تراه يزفر الهواء بقوة وأنت حين ترى شخصاً جالساً ينفخ أو يتنفخ تقول له مالك ضبحان.

باصاليك: كلمة عدنية. مأخوذة من القرآن الكريم.
يقول تعالى:( سأصليه سقر).

ومن الحديث الشريف. ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم النساء من الخروج متطيبات (لا يخرجن إلا وهنّ تـَفـِلات أي بدون روائح) غير متطيبات بطيب أو بخور. العدني يقول عن الأكل تافِل عندما يكون ليس لذيذاً، أو ناقصاً ملحاً وبهارات. حتى الخمر من أسماءها (الزق والخندريشة) ونحن نقول فلان يزقزق خمر.
الزق أيضاً تعني تلقين أو تلقيم الأم صغارها طعاماً. فعندما تطعم العصافير صغارها فهي تلقي الطعام إلى أطفالها بالمنقار أي تمدهم بالطعام، وهذا اسمه الزق. نحن نقول يـِزَقـِّي له.

الطعام بعد أذان العصر قبل مغيب الشمس نسميه عواف.
كلمة عَواف هي من أسماء الأسد. وسُمي بذلك لأنه كسول لا يخرج للبحث عن فريسة إلا مع مغيب الشمس. لذلك سموه عوّاف.

ومن أسماءه أيضاً طـَحطوح، وهي كلمة تستخدم بالعدني عندما نمدح شخصاً ما نقول "فلان طـَحطوح".
كلمة مُخنتع تأتي من الخـَنتعة وهي من أسماء الثعلب، لأنه عندما يمشي يتمايل.

كلمة عـَمـْبصة: الرَوْث اليابس الملتصق على فخوذ وذيل البقرة يسمى بالعربي عَمبص. نحن نقول للمكان الوسخ: مُعـَمبص.
ذكر الحمام حين يغازل أنثاه ينفش ريشه وجسمه ويطلق أصواتا وبالعربي يقولون يـِبـَقبق. إلى الآن مازالت الكلمة تـُستخدم في عدن. هذا يبقبق.

كما أن ذكر النعام يغازل الأنثى بالرقص والدوران حول نفسه فارِداً نصف جناحيه. بالعربي هذه اسمها هـَنفلة. وهي أيضاً كلمة عدنية(يـِتـْهـَنفل).
أما الكلمة العدنية (يـِهـْبـَع) فهي أيضا عربية فصحى. فالجحش وهو صغير الحمار عندما يسير خلف أمه ولا يستطيع اللحاق بها بسبب ضعف سيقانه وجسمه، فيقوم بمد عنقه إلى الأمام كأنه يحاول اللحاق بها. هذه العملية اسمها بالعربي الهـَبع، ويقولون بالفصحى يـِهـْبـَع.

الثعبان في زحفه يسير متعرجاً ومتمايلاً ولا يسير بخط مستقيم، إنما يتعرج وبالعربي اسمها حربشة. نحن بالعدني نقول للمراوغ: مالك تحـَرْبـِش.
لكم أن تفتخروا يا أبناء عدن، فاللهجة العدنية تحتوي على كنز من المفردات العربية الأصلية المدفونة في بطون الكتب القديمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى