​فرنسية في بلاد النوبة.. قصة حب عابرة للقارات من خلال التواصل الاجتماعي

> أسوان «الأيام» اليوم السابع:

> مانو فتاة فرنسية عاشت وتربت في أوروبا. لم تتخيل يوما أنها تتزوج من شاب مصري، وتعيش بين أحضان النوبة، التي طالما عشقت جمال طبيعتها وبيئتها الساحرة، وكانت تسمع كثيرا عن الحضارة المصرية القديمة بالدرجة التي جعلتها تولع حبا في مصر وتاريخها.
وفي إحدى رحلات مانو إلى مصر توجهت إلى بلاد النوبة بمحافظة أسوان، وهناك التقت بالشاب "صابر" الذى ساعدها في الوصول إلى مرادها وتحقيق أهدافها العلمية وتحدثت معه عن مصر وحضارتها وتاريخها، وتوالت اللقاءات والكلام بينهما، ووقعت مانو في حب صابر، وفي خطوة غريبة ومفاجأة، قررت الزواج من الشاب المصري ذي الأصول النوبية، وبعد فترة وجيزة، اجتمع مانو وصابر في منزل واحد بعد توثيق زواجهما في مصر.

ووسط فرحة وبهجة واحتفالات بين أبناء النوبة وأهالي محافظة أسوان، شهدت جزيرة "هيسة" النوبية بمحافظة أسوان، إشهار مانو الفرنسية إسلامها، وأطلقت على نفسها اسم "فاطمة" وأطلق زوجها عليها اسم "أونتى" وتعنى القمر باللغة النوبية.
وقالت مانو إن اعتناقها الدين الإسلامي لم يكن شرطا لزواجها بالشاب النوبي، حتى أنه لم يكن قبل زواجهما في الأساس، ولكنه تم بعد فترة وجيزة من زواجهما، لأنها كانت تقرأ عن الإسلام وسماحته، وأنه خاتم الأديان والرسالات السماوية، وشاهدت تعامل المسلمين في مصر وخاصة من أسرة زوجها التي تعيش معهم في النوبة، لذا قررت الدخول في الإسلام.

وتابعت "فاطمة"، حديثها لـ"اليوم السابع"، أحاول تحدث اللغة العربية، وأجيد بعض الكلمات باللغة النوبية، وسعيدة بمعاملة زوجي، الذى قررت الارتباط والعيش معه بعد أن وجدت فيه الإخلاص وحسن المعاملة، لافتة إلى أنها سعيدة بالعيش في مصر، ولم تندم أنها تركت أوروبا، ولكنها تحاول التأقلم والتكيف على ظروف المعيشة في أفريقيا شيئا فشيئا.

الزوج محمد أحمد محمد، الشهير بـ"صابر عسكر"، قال: احتفلنا أنا وزوجتى "أونتى" من أصول فرنسية، منذ أيام بقدوم مولودنا الأول "إسماعيل" وأطلقنا عليه لقب شهرة هو "إبراهيم"، وهى عادة تشتهر بها المجتمعات النوبية في إطلاق اسمين قد يكونا مختلفين في بعض الأحيان على الشخص الواحد، اسم في الأوراق الرسمية وآخر متداول بين الناس، أما زوجتي مانو فاسمها في الأوراق الرسمية فاطمة، ولكني أطلقت عليها اسم "أونتى"، وتعنى القمر باللغة النوبية.

وعن بدايات التعرف بينهما، أضاف "عسكر" أنه تقابل بمانو أول مرة خلال عمله في مجال السياحة، قبل أربع سنوات، ثم تطور الترابط بينهما ليتزوجها بعد أن عشقت أسوان وجمال بلاد النوبة، وأخلاق أهل هذه البلدة، ثم بعد فترة أكدت له رغبتها في اعتناق الدين الإسلامي، مضيفا أن روابط العلاقة بدأت تتعمق وتصبح أقوى بجزيرة هيسا، وأول لقاء جمع بينهما كان بقرية غرب سهيل النوبية، وكان يرافقها بجولتها لكى تتعرف على الطبيعة الخلابة بالقرى النوبية، والعادات والتقاليد الأصيلة التي يتبعها الأهالي المعروفين بطيبتهم وحسن استقبالهم للضيوف.

وأشار إلى أنه عندما تعرف عليها وتعرفت عليه لم يطلب منها اعتناق الإسلام في بداية الأمر، ولكن إسلامها جاء بعد فترة من زواجهما، وفي هذه الفترة عاشت زوجته وسط النوبة، وشاهدت العلاقات والعادات والتقاليد الإسلامية، ومكارم الأخلاق وغيرها من الصفات الحميدة في الدين الإسلامي حتى أبدت له رغبتها في اعتناق الإسلام، وقالت له إنها تعرضت لمضايقات عندما عادت مرة أخرى لفرنسا، ثم عادت مرة أخرى إلى مصر، لتعلن رغبتها في الاستقرار بمصر والعيش في أرض الجنوب مع زوجها.

 واستكمل الزوج قائلا: كان إشهار إسلامها في احتفالية كبرى نظمها أبناء النوبة بمنطقة جزيرة هيسا خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بحضور السيد الإدريسي رئيس الرابطة العالمية للأشراف الأدارسة، والشيخ محمد عبد العزيز وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في أسوان، وأحد كبار الشيوخ بالنوبة، وتلقيتُ المباركات والتهنئة من جميع الأهل والأحبة الذين دعوا لنا بالخير.

وأكد الزوج أنه يوجه رسالة للشباب المصري، أن اختلاف الأجناس أو اللون أو الأديان لم يكن سببا في تنافر الناس، وأن الأرواح تتلاقى في حب بعضها بعضا؛ لأن البشر ينتمون لآدم وحواء في بادئ الأمر، مشيرا إلى أن لسان الشخص ومعاملته هما عنوان دائم له يعكس بيئته ومجتمعه وبلده، وتابع قائلا: "علينا أن نحافظ على بلدنا ونكون عنوان مشرف لها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى