تأسيس المجلس الانتقالي أدى لتعبئة هائلة من قبل الجنوبيين في الشتات

> «الأيام» غرفة الأخبار

> نشرت مبادرة الإصلاح العربي ورقة بحثية للباحثة ميساء شجاع الدين بعنوان ظلال الحرب المديدة: ديناميات تعبئة الشتات اليمني منذ عام 2011، شملت المهاجرين لثلاث دول مستضيفة هي المملكة المتحدة ومصر وتركيا، موضحة أن مجتمعات الشتات اليمنية الموجودة في بلدان مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة شهدت تغيرات هامة في التركيبة الاقتصادية والسياسية لأفرادها من المهاجرين، في حين ظهرت مجتمعات شتات جديدة في بلدان لم تكن موجودة ضمن وجهات الهجرة اليمنية.

وتطرقت في فصل بعنوان جهود التعبئة السياسية التي بذلها أبناء اليمن الجنوبي إلى ما خلفته حرب 1994 بين صنعاء وعدن من صدع بين الجالية اليمنية في المملكة المتحدة، وأعادتها الحيوية للنشاط السياسي في الشتات.

وجاء في الورقة البحثية: "يعزى هذا جزئيا على الأقل إلى الاتجاهات الجديدة في الهجرة الناتجة عن الحرب: فقد فضل معظم المهاجرين اليمنيين الجنوبيين الذهاب إلى المملكة المتحدة لتكون قاعدة معارضتهم في المنفى بسبب التاريخ الاستعماري في جنوب اليمن والجالية الجنوبية الموجودة بالفعل في المملكة المتحدة،7 وهو ما يجعلها وجهة يمكن بلوغها لمعظم الجنوبيين. وبعد ذلك، ستثمر جهود التعبئة السياسية التي زرع بذورها أبناء الشتات اليمني الجنوبي خلال السنوات اللاحقة".

وأضافت: "في عام 2011، مع اندلاع الانتفاضة الشعبية، أصبح الشتات اليمني نشطا بصورة لم يسبق لها مثيل. وأطلق اليمنيون الشماليون مظاهرات وحملات ضغط لدعم الاحتجاجات، وهي حملات سهلتها الأجواء المنفتحة لهذه المظاهرات نظرا للاهتمام والانتباه الكبيرين للغاية اللذين أولتهما الحكومة ووسائل الإعلام البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. لكن تلك التعبئة التي اضطلع بها المهاجرون من أجل الانتفاضة الشعبية لم تكن تمثل كافة أفراد الشتات، بل على النقيض، تسبب الحراك في انقسام آخر بين اليمنيين الشماليين في المملكة المتحدة، خاصة برمنغهام، حيث انحاز بعضهم لنظام علي عبد الله صالح.

وفقا للمقابلات التي أجريناها، يعكس هذا الانقسام جزئيا الانتماءات الحزبية السياسية المختلفة، تحديدا الانقسام بين من يؤيدون حزب المؤتمر الشعبي الحاكم ومن ينتمون أيديولوجيا لحزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي حين تعاطف بعض الجنوبيين مع الاحتجاجات، وشاركوا في فعاليات كبيرة لتقديم الدعم، إلا أن موافقهم من الوحدة مع الشمال أثرت على غالبيتهم بشدة، وباتوا متشككين في إمكانية إجراء إصلاح جذري لِمسار الوحدة اليمنية الذي تغيّر جوهريا.

وأشارت إلى أن اندلاع الحرب في اليمن عام 2015 أحدثت صدعا جديدا بين الجالية اليمنية في المملكة المتحدة، فضلا عن انتشار قدر من اللامبالاة السياسية. تزايد الانقسام بين المهاجرين الشماليين والجنوبيين، الذين استاؤوا كثيراً من الغزو الحوثي لمنطقتهم، ونشطوا في تنظيم التظاهرات لدعم التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات حتى طرد القوات الحوثية من الجنوب في يوليو 2015 في المقابل انقسم الشماليون حسب موقفهم من تحالف علي عبد الله صالح مع الحوثيين، فقد ساد إحساس بخيبة الأمل لدى غالبيتهم: كان معظم الشماليين معارضين للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات إضافة إلى الحوثيين أيضا. أسفر ذلك عن فتور سياسي بين الشماليين، الذين أحجموا بالتالي عن اتخاذ أيّ خطوة يمكن أن تساعد ولو من دون قصد في تعزيز أيّ طرف من أطراف الصراع. لكن تلك اللامبالاة السياسية نتجت أيضا عن تراجع اهتمام الحكومة ووسائل الإعلام البريطانية بالشأن اليمني، خلافا لما حدث في 2011.

أدى الإعلان عن تأسيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" في 2017 إلى تعبئة هائلة من قبل الجنوبيين في الشتات، وفي ذلك تنظيم التظاهرات للإعراب عن دعمهم للمجلس والدعاية له. من المهم الإشارة هنا إلى أن المجلس هو من شجع جهود التعبئة هذه في الشتات. وباعتباره أول هيكل تنظيمي مهم يحاول تمثيل الجنوب، أسس المجلس مكتبا في لندن عام 2019 عقب زيارة رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، إلى المملكة المتحدة التي نظم خلالها لقاءا واسعا مع أبناء الجالية اليمنية في مدينة شيفيلد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى