ارفع رأسك فأنت الأفضل

> في يوم ما، ونحن أطفال صغار، كنا نجلس على كراسي الدراسة، والتي نتشوق كل صباح بالذهاب إلى المدرسة، ليس فقط للتحصيل العلمي؛ بل كنا نذهب إليها بفرح وسرور؛ لأن مدرسينا كان لديهم كاريزما تجذبنا لأن نكون متواجدون في طابور الصباح، مهما كانت حالة الطقس، ولديهم صفات يتميزون بها، وهي حبهم لطلابهم، والإخلاص والولاء لعملهم، والصدق في تصرفاتهم، والأمانة في توصيل رسالتهم، تاركين كل ما يؤثر عليهم خارج أسوار المدرسة، وهذا مكَّنهم من توصيل المعلومات لطلابهم الصغار، المتشوقين لكل كلمة تخرج من شفاههم، ولكل كلمة تكتب على السبورة.

وبين طالب وطالب تجد التركيز والانتباه كل بطريقته وأسلوبه؛ لكن الذي لا يختلف عليه اثنان هو أسلوب المدرسين، الذي يوصل المعلومة بكل سلاسة ويُسر، فلكل مدرس أسلوب وطريقة؛ ولكنهم يجتمعون بفهم الطلاب لهم، والسبب هو حرص كل مدرس على التحضير لدرس مادته قبل دخوله الفصل، وكأنه سيذهب ليؤدي اختبار وليس لشرح درس من منهج مادته، والتي يدرسها منذ سنين، وكذلك يعطيها لأكثر من فصل في المدرسة، فكلما جاء وقت حصته في هذا الفصل أو ذاك تجده قد حضَّر الدرس مسبقًا لكل فصل، ليس لأنه غير فاهمه؛ ولكنه يريد أن يعطي الطلاب جُلّ اهتمامه وتركيزه، وذلك لحُبه لعمله الذي يؤسس من خلاله لأجيال ستتحمل يومًا ما مسؤولية وطن، ومنهم لربما سيكونون مدرسين، فيكونوا هم القدوة،

وبما أن المدرس هو من تعول عليه الدول، لبناء أجيال متسلحة بالعلم والمعرفة والأخلاق والقيم، لا ننسى دور الأسرة التي عليها استكمال هذا الدور، من خلال متابعة أبنائها في تحصيلهم العلمي، وسلوكهم اليومي، حتى نحقق الهدف من إلحاق أبنائنا المدارس، والتي من خلالها يتجه الطلاب إلى الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة، ليخرجوا لسوق العمل، والتي من خلالها سنرى الطلاب أصبحوا موظفين في الدولة، أو في شركات القطاع الخاص، سواء في بلدهم، أو في دول الجوار كما يفضل ذلك العديد من الشباب الذي لا يرغب في التحصيل العلمي الأكاديمي، ويكتفي بشهادة الثانوية العامة، ومنهم ما دونها، وبما أن لكل مجتهد نصيب، فدائمًا ستعلم أن الذي يحقق النجاحات هو من يكَوّن العلاقات التي تخدم عمله والمنشأة التي يعمل بها، وهو من تركّز عليه الأنظار، بسبب نشاطه، وتبدأ الأحقاد وترسم الخطط لإفشاله، فتزداد الضغائن عليه، وبما أن من يعمل لهدف واحد وبكل أمانة وصدق وحُب للمنشأة التي ينتمي لها، فإنه لن يلتفت لهذه الأمور، وسيسير بطريقه الذي بدأ به دون تغيير لمسارة طالما هناك الكثير والكثير ممن يرون عمله ونشاطه وتميزه الذي أحدث تغييرًا واضحًا عما كانت تسير عليه منشأته.

ولأجل أن يستمر النجاح فإنك ستضطر لأن تعمل مهما كانت الظروف المحيطة بك، ولتبقى كما أنت متميزًا عن غيرك، وتحقق أهداف منشأتك، وربما ستوفر لنفسك العديد من العوامل المساعدة التي لم توفر لك حتى تبقى مثلما تريد، وليس كما هم يريدوك، لذا عليك أن تطور من مهاراتك وقدراتك وعلاقاتك وتنوعها، وترفع من مستوى طموحاتك، وتلتزم بالأمانة والصدق، فهذه جميعها ستجعلك دائمًا ترفع رأسك للأعلى، ليس كبرًا وغرورًا؛ بل ترفع رأسك لأنك الأفضل، لتجد أمامك رجالًا تَشُد على يديك لأن تواصل ما بدأت به، والفائدة ستعود للجميع، وليس لك وحدك، وطالما الجميع يعمل تحت سقف واحد، فمهما ظلموك واضطهدوك فثق بأن النتائج الإيجابية المتلاحقة هي من ستكسر الحواجز، وستنصفك وتعطيك حقك؛ لأنك لم تقف مكانك أو تتعثر، فقد ثابرت وصارعت لأن تبقى منشأتك في المقدمة، واسمها يحلق عاليًا في سماء النجاحات المتتالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى