الفوضى العالمية..

> كنت قبل دقائق أتابع بعض ما يعرض في التلفزيون، أو ما يعرض بواسطة النت، فكيفما أوجه متابعتي لفيلم ما أو مسلسل ما، أرى فيه ما يثير اشمئزازي مما يبث في المشاهد من نزعات غريبة غربية أو شرقية، وتصرفات خارجة عن المألوف والممدوح، نرى هنا شابًا يثير الفوضى في كل ما يحيطه، سواءً كان المنزل أو الشارع أو المدرسة، وهنالك عامل يكسر ويخرب ما حوله في نزوة عصبية؛ ليس لها إطار وحدود، ونرى هنالك شبابًا، لا همَّ لهم إلا متابعة الجنس الآخر؛ وهو كل ما يملأ فكره وطموحاته في حياته، أو أن يعمل كلما يطرأ آنيًا على باله من أي سلوك، بدون أدنى تفكير في العواقب أو التفكير المتزن، وهذا يملأ البيت بالفضلات بعد تناوله لطعامه أو أثناء متابعته للتلفزيون، وذلك يتمرد على أبويه ويبرز بتبجح ووضوح عقوقه وسلوكه الشائن تجاه أبويه، وتكثر الصور والأمور التي تندرج ضمن إطار تخريب ذات وسلوك وأخلاق وأفكار وتطلعات الشباب، الذين هم وكما نعلم نواة، وسداة ولحمة مجتمعاتنا المستقبلية ولبنات بنائه، وفي نفس الوقت أفكر بمن يقف خلف هذا الإعلام الموجه والمقصود والمحدد، فأرى أنه ليس هنالك أحد، إلا حقيقةً: بضعة شخوص من أصحاب رؤوس الأموال، واضحي الرسالة تجاه النشء، ويريدون توجيه رسائل عديدة لهم وترسيخها وملئ عقولهم وإرادتهم ووعيهم بها، ومن ناحية أخرى سلب إرادتهم الخيرة، ونشر اللاوعي، وجعلهم جميعًا أسيري هذه التصرفات والسلوكيات الرعناء، وهذا الاستهتار بكل قيم النبل والشهامة والطيبة والخلق الحسن والأمانة وسمو الأخلاق.

إن هذه الحفنة البائسة ممن تجمعت بأيديهم الكثير من الأموال والإرادة السيئة الشريرة وسوء الأوصاف والأخلاق، في كل أنحاء العالم هم من يعمل أو يمول هذه النزعات اللا أخلاقية الموجهة نحو شباب بعمر الورود، تملؤه الطموحات والرغبات والتطلعات لبناء مستقبلهم وحياتهم، نعود لنذكر أن حفنة ضئيلة تافهة موجَهة وموجِهة لا يملكون إلا المال والمال فقط. هم من يقود هذه الخطط الشريرة المظلمة، كي يخيم ظلام سوء حساباتهم على كل أبناء وشباب المعمورة.

فهل أن إبعادنا الأفلام والإنترنت والفيديوهات سيحل المشكلة، أم هنالك ما يجب التفكير به وإعادة حساباتنا.
إن حفنة وعصبة من العقول العفنة المظلمة والرديئة الوسخة هي من تحرك هذه الإرادة، وبتخطيط وحسابات مدروسة بعناية فائقة، وهي من توجه وتسير مليارات البشر، لكن للاتجاه الخاطئ والسيء للأسف.

فمتى نعي وضعنا، وبأي وسيلة نتصدى لنجابه هذه الهجمة الشرسة الممنهجة والمدروسة من قبل رؤوس خربة مخرِبة لعقول فلذات أكبادنا، وما الذي هيأناه للتصدي وتحصين أبنائنا من هذا الخطر الداهم.
لنفكر معًا بما يستحق التفكير، ويليق بأبنائنا، فهم أهم وأنفَس ما نملك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى