تحديات عاصفة

> هل يدخل الجنوبيون في نطاق تساؤلات جديدة لا تختلف في جوهرها عمّا ساد خلال سنوات العقود الماضية؟، وهذه المرة عن الأسباب التي وضعت الجنوب وقضيته أمام تحديات جديدة ربما بالغة التأثير على مستقبل قضيته التي يفترض أن تكون قاب قوسين من تحقيق تطلعات شعبنا الذي عانى وقدم كل تلك التضحيات في سبيل حريته.

على مدى سنوات، تنوعت الدعوات والتحذيرات الداعية إلى وحدة الصف الجنوبي وتجاوز التباينات التي اتخذ أصحابها من الانتقالي طرفاً رغم أن من مصلحة شعبنا الالتفاف حول الانتقالي، وتحسين شروط التوافقات على مبدأ الثوابت التي تضمن تجاوز هواجس المخاوف غير المبررة التي ظلت تطرح دون أن تجهد تلك الأطراف نفسها لوضع مسارات توافقية تتخطى كافة العقبات.

للأسف، الآن وفق ما تكشفت من معطيات ومواقف مختلفة خصوصاً على صعيد مواقف التحالف من الجنوب، فلم تعد الأمور مغلقة بالنسبة للانتقالي فحسب، بل لكافة القوى والأطراف الجنوبيين الذين في الأصل جوهر نضالاتهم وتضحياتهم استعادة الدولة الجنوبية من منظور أن لا مجال لإحياء أي مشاريع وحدوية بحكم معطيات المعاناة والقهر والألم والنهب والتدمير الذي طال الجنوب بصورة غير مسبوقة تحت شعار الوحدة.

في هذه الأثناء بالغة التعقيد والمخاطر، هل تظل خلافاتكم مع الانتقالي هي صلب نشاطكم السياسي؟ وما هي النتائج التي يمكن أن تحققها المشاريع المفككة وإن كانت غايتها واحدة؟
لا شك بأن التحديات تفرض يقظة جنوبية عارمة، وهي السبيل الممكن لمواجهات التحديات العاصفة، ولم تعد لديكم مساحة من الوقت لاستجرار الماضي واستحضاره.

للأسف لا يمكننا بأي حال البناء على رحلة التيه الجنوبية التي أطال أمدها واقع يدركه تماماً من ذهبوا في تبايناتهم مع الانتقالي إلى ما لا نهاية، وللأسف لا توجد بوادر في الأفق تشير إلى استشعار الأخطار الماحقة التي تضع شعبنا أمام فصول معاناة حادة وأكثر مأساوية مما مضى.
في حين أن نتائج الأداء الهزيل على صعيد التلاحم الداخلي والتوافق السياسي هو نمط من الحرث في مياه مالحة مع ستارة على العقل، أبهظت كل ما لدينا من تطلعات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى