المبعوث الرابع بين إرث التعقيدات وفشل الوسطاء السابقين

> عواصم «الأيام» خاص

> توالت أمس السبت ردود الافعال العربية والدولية الترحيبية بتعيين الأمم المتحدة لرابع مبعوث خاص لها في اليمن في وقت تصاعد انسداد أزمة البلاد بسبب الحرب المستمرة للعام السابع.

مساء أمس الأول الجمعة، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، السويدي هانس جروندبرج مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفاً للبريطاني مارتن جريفيثس، ليكون رابع مبعوث أممي إلى البلاد بعد المغربي جمال بنعمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والبريطاني مارتن جريفيثس، وتفاعلت دول المنطقة المنخرطة في مساعي حل الأزمة اليمنية حول القرار.

ورصدت "الأيام" على مدار نهار ومساء أمس ردود الافعال حيث رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج، نايف فلاح مبارك الحجرف، بتعيين الدبلوماسي السويدي، معرباً عن تطلع المجلس للعمل مع هانز جروندبرج، لمواصلة جهود المجتمع الدولي نحو إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وقالت نبيلة مصرالي، المتحدثة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي -في بيان لها- إن الاتحاد الأوروبي يهنئ هانز جروندبرج على تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، موضحة أن ذلك يأتي تقديراً مستحقاً لتفانيه الفائق وجهوده الحثيثة لقضية السلام في اليمن خلال السنوات الماضية، كسفير للاتحاد الأوروبي باليمن".

وأشارت إلى أن النزاع المدمر في اليمن دخل عامه السابع مؤخراً، فيما الوضع الاقتصادي والإنساني مريع.

ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي يتطلع إلى مواصلة العمل عن كثب مع السفير جروندبرج بصفته الجديدة، ومع المجتمع الدولي من أجل حل سياسي مستدام وشامل لأزمة اليمن"، مشددة على أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لوضع حد نهائي للصراع ولضمان يمن موحد ذو سيادة ومستقر".

كما رحبت المملكة العربية السعودية، أمس السبت، بتعيين جروندبرج، وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان -في تغريدة على تويتر- إن "المملكة ستستمر في دعمها لكل الجهود الهادفة إلى الوصول لحل سياسي للأزمة اليمنية ينهي معاناة الشعب اليمني".

وأضاف بن فرحان، "المملكة تستمر بالعمل للوصول إلى حل سياسي للأزمة في البلد العربي".

المجلس الانتقالي الجنوبي رحب بجروندبيرج، مؤكداً تطلع المجلس للعمل مع المبعوث الأممي الجديد نحو إنجاح جهود تحقيق عملية سلام شاملة وعادلة، تمكّن شعبنا الجنوبي من تحقيق تطلعاته وأهدافه الوطنية وإنفاذ إرادته المشروعة.

جماعة الحوثي من جانبها، رحبت بتعيين المبعوث الجديد، وقال القيادي في الجماعة المعين نائباً لوزير الخارجية في حكومة الإنقاذ التابعة للحوثيين، حسين العزي في تغريدة على "تويتر"، "نرحب بتعيين السيد هانس (جروندبرج) مبعوثاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة"، مضيفاً، "نتمنى أن يكون الإفراج الفوري عن السفن ورفع الحصار عن الشعب اليمني أولى أولوياته باعتبار ذلك ضرورة إنسانية للتخفيف من معاناة اليمنيين"، معتبراً ذلك "خطوة أساسية على طريق بناء الثقة وخلق أجواء داعمة لمحادثات بناءة ومثمرة ".

وفي وقت سابق، رحبت الحكومة اليمنية، بتعيين جروندبرج مبعوثاً أممياً جديداً إلى البلاد، مؤكدة التزامها بتقديم كل أشكال الدعم الممكن له بهدف استئناف العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسي شامل وفقاً لبيان صدر عن وزارة الخارجية.

وقالت مصادر أممية، إنه من المقرر أن يبدأ الدبلوماسي السويدي مهامه عقب جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، منتصف أغسطس الجاري، والتي سينال فيها ثقة الدول الخمس الكبرى.

وبعيداً عن المواقف المسبقة، يتوقف نجاح غروندبرغ بدرجة أساسية على قدرته على الوصول لجميع أطراف النزاع بعد تقلد مهامه بشكل مباشر، وساعتها قد ينجح في الحصول على تجاوب منهم للعمل في ملفات معينة، رغم التصلب الحوثي إزاء المبادرات المطروحة وتمسك الجماعة بفصل الملف الإنساني عن العسكري.

ويرى سياسيون أن ظروف تحقيق السلام لا تبدو مواتية في الوقت الراهن مع تزايد تعقيدات الأزمة، إلا أنه من المتوقع أن ينصب تركيز المبعوث الجديد على العملية السياسية المتعثرة، وخصوصاً بعد فشل المبعوث السابق جريفيثس في لم شمل طرفي النزاع على طاولة واحدة، منذ مشاورات الكويت التي جرت خلال عهد المبعوث الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وخرجت إلى طريق مسدود رغم استمرارها لمدة 90 يوماً، منتصف 2016.

وتدرك الأمم المتحدة أن مرور 5 سنوات على الأزمة اليمنية دون عملية سياسية أمر غير مقبول.

وتقول مصادر أن عملية جهود الوساطة الأممية لا يجب أن تكون عبر التفاوض غير المباشر، والاكتفاء بنقل الرسائل من طرف إلى آخر، معتبرة أن هذه الوسيلة "استراتيجية فاشلة وتسببت بفشل المبعوثين السابقين وتحرم المبعوثين من إظهار إمكانياتهم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى