وهكذا تمضي الأيام

> 63 عامًا منذ تحولت "الأيام" الفكرة والحلم إلى واقع ملموس يلبي طموحات الأب المؤسس فقيد الكلمة الحرة المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي باشراحيل صاحب السعادة الأول وصانع الريادة الأخير حينما كان لعدن "صاحب" وللريادة صانع.

لقد كان تاريخ 7 أغسطس من العام 195‪8 شاهدًا على ميلاد عظيم لصحيفة غيرت الموازين، وأسست مع قريناتها من الصحف والمجلات وقتذاك، وانطلاقًا من غرفة لم يكن "المؤسس" بحاجة لغيرها، ليخلق التأثير الذي انبعث كما هو، النور للناس منذ الفجر الأول، ومثلما هي النار لمن تلاعب بحياة الناس والوطن مع بزوغ أول شمس أصيل على "أيام" عدن والشعب ومن ثم العائلة النبيلة.

بنى الراحل "المؤسس" محمد علي باشراحيل سفينة تطل من مكانها على خليج عدن، وأمدها طوال سنوات حياته بكل سبل الاستمرارية والنجاح، حينما كان فطنًا كفاية، ليعرف بأن مشروعه جاء ليبقى، وليستمر في تأدية دوره على أكمل وجه، حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا، فكان أن جعل من الجيل الثاني (أشرعة) لسفينته، وقد كان ذلك حقًا حينما واصل الولدين هشام وتمام السير على النهج طوال عشرات السنين اللاحقة، بطريقة تواكب الحلم الكبير الذي لا يقبل على نفسه أن يندثر إلا في فترة من الزمن أحيانًا، ولطفًا منها في أحايين أخرى لتمضي "الأيام".

ما يزال المؤسس في واجهة الحدث وإن غاب عنه جسدًا. لقد واجهت العائلة النبيلة وصحيفتها الكثير من الصعاب في الطريق نحو الحفاظ على ديمومة تواجدهما في فترات زمنية مختلفة، كانت لها تأثيراتها وتهديداتها العديدة على مسيرة الصحيفة لولا حنكة ومقدرة الأخوين "هشام وتمام" على الخروج منها بأقل الأضرار الممكنة سواءً في عهد المغفور له بإذن الله تعالى "هشام" أو في عهد صاحب الريادة الحالي "تمام" وهو من تسلم الراية بكل مسؤولية ليكمل مشوار والده وأخيه، يرافقه كلًا من: (باشراحيل ومحمد وهاني هشام باشراحيل) الذين كانوا وما يزالوا و سيظلون (مجاديف) تلك السفينة التي تقف مكانها في وجه كل العواصف والأمواج المتلاطمة التي اجتاحت خليج عدن مستمدة لثباتها بعزيمة المحاربين القدامى في ظل وجود روح التحدي التي لطالما ميزت عائلة باشراحيل النبيلة.

لا تقف عطاءات آل باشراحيل عند الجانب الإعلامي والصحفي والوطني إجمالًا فحسب؛ بل تمتد لتطال كل تلك الجوانب الإنسانية التي يمكنك ولا يمكنك تخيلها وقد كنت أحدًا من أولئك الذين امتدت إليهم يد "الأيام" المعطاءة عطفًا ووفاءً وكرمًا.. حينها كنت ما زلت أضع أولى قدمي على بداية الطريق، وكنت في أمس الحاجة لمن يقول لي امضي، ونحن معك وقد كانوا بحق خير من مضى معي.

أضع قبلة صادقة بمناسبة إشعال الشمعة 63 على تلك الرؤوس التي ما انحنت إلا لبارئها ومناصرة للناس البسطاء وعلى رأسهم أصحاب الأفضال والمواقف أستاذنا الجليل تمام محمد علي باشراحيل أطال الله في عمره، وأمده بالصحة وموفور العافية، ومعه باشراحيل هشام محمد علي باشراحيل (أبو هشام) الحبيب القريب متمنيًا لهم كل التوفيق والنجاح في تحدياتهم المقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى