قالوا: "التكرار يعلم الشطار"!

> وأحيانا للانتقاص يُستخدم لفظ "الحمار"، وبعيدا عن التشبيهات لنسأل أنفسنا هل التكرار مشكلة أم هو حل ونعمة للشُطَّار؟
إن عملية التعليم بجميع مراحلها وأقسامها بما فيها من فهم وتحليل وحفظ واكتساب التجربة تعتمد على التكرار حتى يتم المقصود ويترسخ المفهوم في الذهن. فالتكرار هنا يعني "المحاولة" وليس "الاعتياد".

وبما إنني معلمة أطفال!
أعجز عن وصف سعادتي حينما يطلب صغاري مني أن أكرر لهم القصة مرة ومرتين، وأن أُعيد الأنشودة وأكررها، وأعتبر هذا التكرار رمز مهارتي في سرد القصص ودليل نجاحي في غرس مفهوم الانجذاب للجمال في عقولهم اليقظة، وبالنسبة لهم إنه وسيلة لخلق الكثافة الحسية الإيجابية في عقولهم وضمائرهم الطاهرة النقية؛ لتحويلها إلى عمل.

ومن جانب آخر!
هل استوقفتنا حالة تكرارنا للدعاء والتسبيح والتهليل عشرات المرات، وهل فكرنا في حِكَم هذا التكرار، ومنها استقرار روح الكلمة الإلهية في قلوبنا لتطهيرها وخلق الانتباه لدينا من أجل تطبيقها في الحياة .

وأيضا علينا أن لا ننسى!
إننا في كل يوم نعيد الروتين اليومي، وحتى مشاهد الطريق مكررة من مسيرنا نحو المدرسة أو العمل ورجوعنا نحو البيت، ولها حكمٌ عديدة ، مرتبطة بمهارتنا في استغلالها لخلق مواقف جميلة، نصنع منها ذكريات طيبة خاصة جملة "صباح الخير" التي نرددها عشرات المرات يوميا، كيف نمزجها بإبتسامة حب ومودة رائعة تُعدي كل من نصادفه في الطريق، فكل يوم يحمل لنا معنى جديدا وفرصة جديدة لخلق التغيير، حتى اكتساب عادة جديدة يلزم معه التكرار ليصير جزءا من حياتنا، ثم إن أغلب الدورات التدريبية تعتمد على تكرار المشاركين لما يُراد لهم اكتسابه بطرق مختلفة في فترة قصيرة بصورة مكثفة إلى أن يصبح جزءا من تكوينهم.

فمع عملية التعلم واكتساب التجارب في ميدان الحياة!

يجب اغتنام نعمة التكرار.

لا مجال لليأس أبدا.

بلوغ الأهداف الغائية تتطلب المثابرة، والمثابرة تحتاج التكرار لفترة طويلة ففي التكرار إجادة وجمال ونضج و تفوق.

إن تكرار الأخطاء إنما هو علامة على بذل مجهود وأثر التحرك في ميدان العمل ودلالة على حياة المجتمع. ففي كل محاولة نخفق فيها ثمة دفعة تأخذنا نحو الأمام. ولا ننسى قصة توماس أديسون قبل نجاحه في اكتشاف المصباح الكهربائي، حيث باءت محاولاته السابقة بالفشل أكثر من ١٠٠٠ مرة، ولكنه تعامل معهم بإيجابية واستخلص منهم دروسا وعبر قَوَّى بهما مهارته وخبرته في العمل.

التكرار هو طريق الفوز، وهو بالفعل للشطار، ففي عالم الرياضة نرى هناك نوعان من الفِرق: فريق محترف وفريق متدرب، إن وصولنا للاحتراف يكون بالانضمام أولا إلى فريق المتدربين، وبتكرار عملية التعلم والتدريب وعدم الخشية من الوقوع في الأخطاء، سنفوز فالتكرار حقا يعلم الشطار، ويُرشد الأحرار، و يكشف الطريق للأخيار ويُظهر النية ويُصلح الأشرار.

يا جماعة الخير وحتى الحمار!
بتكراره يذهب دُغري للعنوان المطلوب دون GPS ولا خارطة طريق، فقط مشكلته الوحيدة أن تكراره ليس من باب "المحاولة" بل هو بسبب "الاعتياد"، فترى رأسه وألف سيف أن لا يغير خطواته لأنه لا يحب التغيير .
أما الإنسان فإن التغيير أمر ضروري في الحياة والتجديد دليل حيوية المرء، لذا يسعى في كل يوم ويحاول من جديد، فالمحاولة تحتاج التكرار، والتكرار يعلم "الشطار".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى