كم من المؤسف أن تستيقظ كل صباح لتعمل..

> لنبدأ أولا بقصة تنابلة السلطان. يروى أن تنابلة السلطان لهم قصة تكاد أن تكون أسطورة، يقولون إنه، في سالف العصر والزمان، كان هناك سلطان أمر بإنشاء دار للعجزة والمسنين، وخصص مبلغا للصرف على تلك الدار، لكن تلك الدار خرجت عن مسارها وأهدافها، وغدت ملجأ لكل كسلان يجد فيها المأكل والمشرب والمأوى، فغضب السلطان حينما تكشفت له أحوال الدار، وأمر بمعاقبة مدعي العجز بإغراقهم في النهر.

وفي الطريق إلى النهر، أراد رجل من أهل الخير أن ينقذ هؤلاء الكسالى من الموت، فأخبر الجنود أن لديه مزرعة كبيرة لتربية الأبقار، يتوفر فيها كثير من المياه، ويجلب أليها كثير من الخبز اليابس من فضلات البيوت، ويمكن لهؤلاء أن يعيشوا في المزرعة، ويعتمدوا في طعامهم على تناول العيش اليابس بعد نقعه في الماء، وسمع التنابلة الحوار الذي يجري بين فاعل الخير والجنود، فسألوا فاعل الخير عمن يتولى أمر نقع الخبز في الماء.

فقال لهم: أنتم. فصاح كبير التنابلة للجند بالإسراع إلى النهر لإغراقهم تنفيذا لأمر السلطان.
وتنبل كلمة تركية، ويقال إن التنبل هو الشخص الذي لا يهش ولا ينش ولا ينفعل ولا يغضب. قد تقوم الدنيا وتقعد وهو لا يحرك ساكنا، وأنه ليست لديه حنكة وحكمة في النظر إلى الأشياء والمساعدة في تغيرها.

ترى تنابلة الفنادق هل يستطيعون أن يتغيروا ويتحركوا وينظروا للأمور على أنها تهمهم، وأنهم مسؤولون عن الأمانة التي اؤتمنوا عليها ويكونوا نبلاء، وحريصين على خدمة شعبهم ورعيتهم ويقوموا بواجباتهم ومهامهم، أو أن عيشة الفنادق أعجبتهم، ويسيرون على فلسفة الأديب المصري ألبير قصيري، وهو حصد جوائز لأنه أبدع وأصبح واحدا من أشهر الكتاب والفلاسفة، إنما أنتم هل ستظلون تنابلة السلطان، ويُجري عليكم ما جرى لتنابلة السلطان بأن يُرموا في النهر جميعهم، ولكن هنا لا يوجد نهر، يوجد بحر، وسيتم رميكم في البحر. فهل ستظلون تنابلة أم ستكونون نبلاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى