العالم يتطور والعرب تتخلف...

> كل يوم نرى طرقًا وإبداعات جديدة بفن التسويق والإعلانات للمنتجات المختلفة من إلكترونيات وكهربائيات وسيارات وأثاث منزلي وكماليات وإكسسوارات مختلفة وغيرها من المنتجات التي نستخدمها ونستهلكها في حياتنا اليومية، حيث ننام على روعة الإبداع والتصميم لمنتج ما، ولكننا نستيقظ على تتطور جديد أكثر إبداع لمنتج آخر لم نفكر به بالأمس.

هذا ما يحدث في العالم الذي يبحث عن تطور وتقدم وتنمية اقتصاده لتعود الفوائد على شعوبه، والتي تنافس نفسها قبل غيرها بتطوير أفكارها لتستمر في رفد خزائنها بالأموال، لتبقى صناعاتها في طليعة المنتجات التي يطلبها المستهلكون حول العالم.

وبما أن هذه المنتجات يتم التسويق والإعلان لها بطرق مكلفة جدًا، فمعنى ذلك أن هناك تنافس ولابد من أن تنال إعجاب المستهلكين التي تعرض لهم على أرفف المحلات والمعارض والأسواق الإلكترونية بهدف الإعجاب وشرائها من قبلهم، وهذا سيعود على الشركة المنتجة بالأموال، والتي ستدخل لميزانية دولتها، لصرفها على تطوير حياة شعبها في التعليم بمختلف مستوياته، والصحة، وتحديث البنية التحتية من كهرباء ومياه وإنترنت واتصالات وخدمات الموبايل والنقل العام والطيران والمطارات والمدن السكنية والتأمين الصحي لكل مواطن وغيرها من الاحتياجات الخدمية التي يستفيد منها المواطن وأسرته.

ولكننا نرى بأن الوطن العربي هو المستهلك الأول والسوق الرئيس لكل منتجات العالم المتطور، والذي على الرغم من ثرواته بكل أصنافها وقدرات أبناءها إلا أنه لا يستطيع أن يصنع شيئًا، وإن صنع فستجد المواد الأولية والأساسية يتم استيرادها، ليكمل إنتاج المنتج ليفرح بأنه قد كتب عليه اسم بلده "صنع في (.....)" على الرغم من أن فكرة المنتج تم استنساخها والجزء المهم والأساسي من المنتج صنعه العالم المتطور فعلى أي صناعة نتكلم عنها في الوطن العربي الذي يختزن كافة العوامل لبناء إمبراطوريات صناعية وبكل بساطة.

وبما أن الوطن العربي لا يستطيع أن يبدع ويبني ليكون رقمًا صعبًا في الصناعة والتطوير ويرفد خزائنه بالعملة الصعبة ويفتح للأجيال القادمة أبواب التدريب والتطوير ليخرج للعمل والتصنيع والتميز ليكون مكتفيًا ذاتيًا ويحمي شعوبه من الأمراض؛ لأنه هو من يعلم بنوعية المواد التي أدخلها في كافة صناعاته وأهمها الصناعات الغذائية والدوائية فهل سنرى أول دولة عربية بالمستقبل القريب تنفرد بصناعاتها من الألف إلى الياء وتُحقق الحلم الذي طال انتظاره.

لذا فعلى الإدارات الاقتصادية للدول العربية أن تعمل ثورة وتعيد حساباتها وتخرج من التخلف الذي تعيشه وتتوارثه شعوبها وترفع راية التميُّز والإبداع والنجاح بتطورها وفرض سياسة لن تتقوى سوى باعتمادها على نفسها وأبنائها وبقوة اقتصادها وتنوع صناعاتها حتى تصبح رقمًا له ثقله في عالم لا يؤمن إلا بالقوي، وحتى تكون قويًا يجب أن تمتلك "قوة العقل وقوة المال" فقوة العقل هي بالصحة والتعليم وقوة المال هي بالصناعة والاقتصاد وما أسهل ذلك؛ لأنه لا ينقص الوطن العربي سوى التخطيط السليم والثقة بأبنائه والتحرر من التبعية والقوة باتخاذ القرار… فمتى سيكون هذا…؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى