​انتحار النخب السياسية

> تنتحر النخب السياسية في اليمن على أسوار معاناة الشعب الذي يبقى وحده في فوهة مدفع الفاقة والجوع والفوضى العارمة والمرض وانعدام الخدمات وانهيار العملة وانسداد أفق الرؤية للغد في ظل استمرار حرب عبثية، ناهيك عن تشظي الطبقة الوسطى والتحاقها بمستويات الفقر في قاع المجتمع.
أما لماذا تنتحر النخب؟ فلأنها وقفت عاجزة عن تقديم الحلول والتعبير عن حالة الشعب من بين صفوف الشعب والتحق قادتها بالعواصم الخارجية، لكي يعبروا عن حال البلاد من داخل فنادق خمسة وسبعة نجوم ومن خلال شاشات القنوات المشبوهة وفي أحيان من داخل البارات والكبريهات.

هذه الحالات الصوتية البائسة لا تعبر عن معاناة شعب ووطن. ضجيج إعلامي لا نرى منه طحيناً ونسمع جعجعته كل حين. إنهم سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء وما هو بماء.
لقد أسقطت هذه الحرب الطويلة المهلكة ورقة التوت عن عورات الأحزاب والتنظيمات السياسية التي ذهبت تعتاش من بقالات الأشقاء الأغنياء على حساب شعب ووطن وتستلذ بالفرجة على حال المواطن من داخل عواصم العرب والعجم على السواء.

ولو كان هناك رجل رشيد من داخل التحالف العربي لجمع الأموال التي تصرف على هؤلاء وهؤلاء، وحل بها أزمة شعب أصيل يتضور جوعاً، لكنه بأصالته الممتدة في التاريخ سيكون -وهو في حالته هذه أو في المستقبل- عمقاً استراتيجياً بموقعه وقدرته البشرية ورديفاً ونصيراً للأشقاء في المنطقة وهي دول حديثة النشأة أصلاً وتتعرض لمخاطر لا تخفى على أحد ديموغرافية أو عسكرية ومن قوى إقليمية وأخرى عالمية في لباس الحليف وما هي بحليف لهم.

بدل تركيز هذه الدول على هياكل عظيمة من قادة تنظيمات وأحزاب و نخب لا تعبر إلا عن نفسها، ولا تمتلك حولاً ولا طولاً حتى على ما ملكت أيمانهم ناهيك عن الشعب.
سقطت هذه الأحزاب في وحول الحرب، وعرف القاصي والداني أن شعاراتها التي ترفع، سواءً أكانت قومية أو ناصرية أو بعثية أو اشتراكية أو إسلاموبة، ما هي إلا رماد يذر في العيون، وهي الآن أشبه برجل مصلوب تأكل الطير من رأسه.

لقد غرد المحلل السعودي عميد ركن د. أحمد القرني، بانتهاء صلاحية القوى السياسية اليمنية القائمة وينبغي -وسيتم- البحث عن قوى شابة جديدة تستطيع العمل ومعطيات السياسي القادم في بلادنا.
ونحن نراهن على شعبنا وقواه الشابة الجديدة القابضة على جمرة الأوضاع المتردية والواقفة كنخيل حضرموت في الداخل الوطني وتموت واقفة، لكنها لا تفنى، وبمقدورها في آخر المطاف أن تكون هي الحل لا أن تكون جزءاً من المشكلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى