​يتجه للأسوأ هذا هو الجديد بوطني

>
في حياتنا اليومية نتطلع بأن يكون صباحنا متميزًا، ونحن نفتح أعيننا على يوم جديد نأمل بأن يحمل كل خير ورزق وسعادة ومحبة وبركة لا يشوبها أي شيء، لما أغلقنا أعيننا عليه بالليلة السابقة، على الرغم من أن السواد الأعظم من الشعب أعينهم لم تغلق إلا لدقائق بسيطة، لأن تبعات يومهم تلاحقهم وهم نائمون، ففجأة تنقطع الكهرباء فيستيقظون من حرارة الجو، الأمر الذي يجعلهم يذهبون ليبللوا أجسادهم بالماء بدلًا مما هو مبلل بالعرق حتى عودة الكهرباء ليعودوا للنوم.

وخلال فترة تصبب العرق من أجسادهم وقبل عودة الكهرباء من جديد يتم ضرب أخماس بأسداس من خلال ما سيعمله كل منهم صباحًا وما سيوفره لأسرته من مصروف يومهم ويشعر بألم شديد بسبب عدم استطاعته توفير كل ما يحتاجونه من متطلبات، فيقوم بوضع مبلغ من المال فوق الطاولة ويقول لأولاده طرحت لكم المصروف شوفوا أيش باتشتروا علشان الغداء والعشاء كمان، ويغادر المنزل ليتجه لعمله والمبلغ لا يكفي لأن يشبع البطون لوجبة واحدة.

ولكن دائمًا أسرنا لديهن حُسن التدبير، فهُنّ يضربن الأسداس بالأخماس ليجعلوا بطوننا تمتلئ وتشبع بوجبتي الغداء والعشاء ولا ننسى الحُلاية وقلص الشاي المُلبّن ومن بعد المغرب يخرج كل رب أسرة ليجلس مع الجيران عند البقالة أو بركن الحافة وكأنهم أكلوا ما لذ وطاب من اللحوم والأسماك والحلويات أشكال وأنواع ليبدأوا كالمعتاد بسؤال بعضهم البعض عن جديد الأخبار وكم سعر الصرف وكيف حالة الكهرباء اليوم وبأي محطة بترول متوفر، وكم باقي بسيارتك بترول، وكيف الصيد؟ نزل سعره ولا عاده، وهل مشروع الماء أجى أو مهلوش لتجد من هذا جواب ومن ذاك سؤال ومن الآخر "….." ولكن بفكاهة وليست من القلب وترى أحدهم ساكت يستمع فقط وعند سؤال أحدهم له بشكل مباشر كان رده عجيب كم لكم وأنتم تسئلون بنفس الأسئلة والإجابات تتكرر ولا تتغير ولكني كنت أتمنى منكم أن تقولوا لي تم صرف المرتبات بعد زيادتها وتحديد أسعار السلع كافة وتشغيل الكهرباء طوال اليوم وتوفر البترول بكافة المحطات وبسعر رخيص.

لكنكم تسئلون عن أسئلة قديمة وتبحثون عن الجديد وللأسف الإجابة غير ما كنتم تتوقعون فكل شيء أسوأ من أمس لدرجة أننا ندعوا الله أن نقف على ما نحن عليه وتتوقف عجلة الحياة ليس لشيء ولكن لأن عجلة حياتنا تعود للخلف وللأسوأ هذا حال عيشتنا ونحن نشاهدها بأعيننا التي تدمع وقلوبنا تتقطع لأنه ليس بيدنا شيء لا عصا موسى ولا خاتم سليمان وكل اللي بيدنا هو أن ندعوا الله تعالى لأن يصلح أحوالنا ويفرج همومنا ويحقق أمانينا.

ليقفز من ذاك الركن أحد المواطنين الذي يتألم ليل نهار بسبب عدم استطاعته على تعليم أولاده لارتفاع الرسوم وزيادة الطلبات المدرسية المرتفعة تكاليفها وعلاجه الذي لا يستخدمه بانتظام لعدم قدرته على شرائه ليتحدث آخر وأنا الدينمة حقي حرقت وما قدرت أشتري بدلها لأنها ما تتصلح والآن لنا فترة طويلة نحن بدون ماء نجيب بالبوالد من عند الجيران وما فيش معانا حاجة بالبيت وصاحب البقالة رفض يِدَيّنا لا هذه البقالة ولا اللي بالركن وفجأة تلصى الكهرباء ليفرح الجميع وينسوا ما تداولوه من آلام ويذهبوا للنوم قبل أن تغادرهم العزيزة السيدة كهرباء.

هذه هي فقط كلمات بسيطة لمواطنين ممن أخرجوا همومهم وأوجاعهم بدون أن يشعروا ولكن جميع من كان موجودًا وغيرهم همهم واحد هو عدم صرف مستحقاتهم وبأنواعها باختلاف أماكن عملهم سواءً كمرتبات ممن يعملون بالسلك العسكري أو ممن تم إجلاسهم بالبيوت ويصرف لهم جزء من راتبهم على الرغم من أنه لم يحكم عليهم بعقوبة سواء من جهة عملهم وبحسب لوائحها وأنظمتها أو عليهم حكم من المحكمة بقانون الدولة ودستورها وكذلك هناك ممن لازالوا على رأس وظائفهم ويعملون ويتميزون ويبدعون ولكن لا تدفع مستحقاتهم كاملة بحسب لوائح وأنظمة الجهات التي يعملون بها لأسباب يجهلونها.

فهنا يتضح الإطار الذي يعيش به أبناء الوطن أنهم يعيشون في إطار عدم إعطاء الحقوق والذي هو الأساس من أجل أن يكون لديك مجتمع قوي يحميك فعلى الدولة أن تعطي كل مواطن حقه دون أي تعذيب أو إهمال أو تقصير وهنا سيكون للوطن إطار قوي مبني من كافة أبنائه وهكذا بكل جهة لا تعطي حقوق منتسبيها عليها منح منتسبيها حقوقهم خاصة وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم ولكي تُكَوّن إطار قوي يحميها ومن خلال ذلك سيكون المجتمع بكل شرائحه هو من يحمي الوطن كُلٌ من موقعه لنرتقي به ونراه يتطور ويتقدم بدلًا من أن يستمر للأسوأ مع عناوين وكلمات من ناس محددة تبحث عن مصالحها هي لا غير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى