​اختتام مؤتمر "الحروب الأهلية العربية": بحث الآثار الإنسانية والبيئية

> «الأيام»غرفة الأخبار

> اختتمت، مساء أمس الثلاثاء، أعمال مؤتمر "استمرارية الحروب الأهلية العربية: الأسباب والتحديات"، الذي نظّمته وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وتوزّعت أعمال اليومين الثالث والرابع على أربع جلسات. وعُنونت الجلسة الرابعة في أعمال المؤتمر بـ"الأجانب في الحروب الأهلية"، برئاسة مدير قسم الأبحاث في المركز العربي حيدر سعيد.

واستهل الجلسة توماس جونو، أستاذ الشؤون العامة والدولية بجامعة أوتاوا، بورقة عنوانها "كيف غيرت الحرب الشراكة بين إيران والحوثيين؟"، حلّل فيها أسباب التحوّلات الكمية والنوعية ونتائجها في دعم إيران الحوثيين، وشرح كيف مثّلت هذه الشراكة انتصارًا مهمًا لإيران.
أما توماس هيغهامر، الباحث في مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، فناقشَ في ورقة عنوانها "هل سيعود المقاتلون العرب إلى أفغانستان؟"، احتمالية تحوّل أفغانستان مرةً أخرى وجهةً للمقاتلين الأجانب، وذلك في ضوء تاريخ الحركة الجهادية العربية، والوضع الحالي في أفغانستان والشرق الأوسط، مجادلًا بأنّه من غير المرجّح العودة إلى حالة ما قبل سبتمبر 2001، على المدى القريب.

وفي ورقة بعنوان "الحزب الإسلامي التركستاني بين محلية "الجهاد" السوري والصراعات الجيوسياسية"، تناول باحث الدكتوراه في جامعة "إكستر" حمزة المصطفى، وطالبة الماجستير في جامعة مرمرة ليلى الرفاعي، تحوّلات الحزب الإسلامي التركستاني، بوصفه فصيلًا مقاتلًا أجنبيًا في الحرب السورية، وطبيعة انخراطه في معارك عدة ضد النظام السوري من جهة، وفي النزاعات الجهادية - الجهادية ما بين تنظيم "داعش" وتنظيم "القاعدة" و"هيئة تحرير الشام" من جهةٍ أخرى. إضافةً إلى تتبع سياق نشأته وعملياته وتوسّعها، ورصد تكتيكاته القتالية، وتحالفاته الفصائلية، وعلاقاته مع المجتمعات المحلية التي ينشط ضمنها.

وفي نهاية الجلسة قدّمت نيكولا ماثيسيان، باحثة دكتوراه في جامعة كورال بيل، ورقة بعنوان "رصد تأثير المقاتلين الأجانب: الآثار الطويلة المدى للحرب السوفياتية - الأفغانية والحرب الأهلية الأفغانية"، ناقشت فيها افتراض ازدياد قدرة تأثير الجماعة المسلّحة مع تنامي الخبرة، وجادلت بضرورة أنّ يُرافق الخبرة الأولية المكتسبة في الصراع للمقاتلين الأجانب تطبيق عملي في صراعات فعلية حتى يصبحوا مقاتلين فعّالين.

وحسب موقع صحيفة العربي الجديد الالكترونية تناولت الجلسة الخامسة مسألة "تغيّر طبيعة الحرب (الأهلية)"، فتخللتها ثلاث مداخلات، وترأسها مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسية بالمركز العربي. قدّم أولًا ريكس براينن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكغيل، ورقة بعنوان "الابتكارات العسكرية في الحروب الأهلية العربية: مقاربة تاريخية مقارنة"، تكلّم فيها عن اعتماد بعض المقاتلين في الحروب الأهلية العربية على الأساليب التكتيكية والعملياتية المبتكرة من أجل القتال، وعرضَ الظروف التي ظهر فيها "الابتكار" العسكري في الصراعات الأهلية في العالم العربي، مع إبراز الفرق بين التكتيكات الجديدة وتلك التي تُعدُ تكيّفًا شائعًا مع أنواع معيّنة في بيئات الصراع.

وقدم كريغ وايتسايد، أستاذ مشارك في أكاديمية الدراسات العليا للبحرية بكاليفورنيا، ورقة بعنوان "إقامة "الخلافة": عقيدة الحرب الثورية لتنظيم "داعش""، تناول فيها الوثائق الأوّلية المسرّبة/ المستولى عليها، إضافةً إلى تحليل أكثر من عشرة آلاف هجوم أبلغ عنها تنظيم "داعش"، مستخلصًا عددًا من الاستنتاجات بشأن أساليب الحرب التي يتّبعها التنظيم، وطريقة تصديره المنتسبين إليه (من العرب وغيرهم) إلى جميع أنحاء العالم.

ثم قدّم برينيار ليا، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوسلو، ورقة بعنوان "حركات التمرد والدويلات الجهادية: الجذور والتطوّر والآفاق المستقبلية"، ليناقش أسباب انتشار حركات تمرّد ودويلات تحت قيادة "جهاديين"، وازدياد أعدادها وقوّتها السياسية والعسكرية وانتشارها الجغرافي، مجادلًا بأنّ ضعف بنى الدولة – بفعل العولمة ونقص التنمية والصراعات المسلّحة المستمرة – لا يمكنه وحده تفسير صمود "الجهاديين"، بل هنالك عوامل مركزية أخرى لفهم كيف توسّع انتشار الحركات المتشددة. وتتعلق هذه العوامل بخصائص حركات التمرّد ذاتها، كإدارة "مواردها البشرية"، وأيديولوجيتها العالمية العابرة للحدود.

وجرى عقد الجلسة السادسة التي ترأسها عبد الفتاح محمد، الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في المركز العربي، بعنوان "التداعيات الإنسانية والبيئية للحروب (الأهلية)"، والتي تضمنت ثلاث مداخلات، افتتحها معتز الفجيري، رئيس برنامج حقوق الإنسان في معهد الدوحة، بورقة عنوانها "مرارًا وتكرارًا: التداعيات الإنسانية الناتجة عن الجغرافيا السياسية للحروب الأهلية العربية"، ناقش خلالها تأثير الجغرافيا السياسية الدولية والإقليمية المعقدة للحروب الأهلية في ليبيا واليمن وسورية؛ إذ لم تؤدِّ فقط إلى تفاقم التداعيات الإنسانية، بل كانت عائقًا أمام الوسائل المتاحة للمجتمع الدولي لحماية المدنيين والرد بفاعلية على الفظائع المرتكبة خلال هذه الحروب.

وسلّط موسى علاية، أستاذ الإدارة العامة في معهد الدوحة، الضوء في ورقة له بعنوان "المعطيات الإنسانية والبيئية وانعكاساتها: دراسة حالة اليمن"، على المساعدات الإنسانية في اليمن، والتي تُعدُّ مصدرًا مهمًّا لتمويل الجماعات المسلّحة هناك؛ إذ غالبًا ما تنهب الجماعات المتنازعة المساعدات الإنسانية لتقوم بتوزيعها على أسس حزبية، وبيعها في السوق السوداء لتمويل القتال.
ويجد الباحث أنّ قدرة المنظمات غير الحكومية على استخدام المساعدات الإنسانية بفاعلية وتسليمها للجهات التي تستحقها محدودة للغاية، حيث يمكن أن تؤدي نشاطات المنظمات غير الحكومية إلى توسيع اقتصاد الحرب بدلًا من الحد من آثارها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى