​"أحدٌ أحد"..

> تلك العبارة التي سمعناها في فيلم الرسالة على لسان من قام بدور "بلال بن رباح" رضي الله عنه.. أحدُ أحد.
أحدُ أحد.. وكان يكررها بيقين وبعقيدة قوية عندما كان الكفار يعذبونه ويحاولون أن يثنوه عن دينه، وكان عذابًا مؤلمًا عندما كانوا يضعون الحجر الكبير على صدره، ويريدون منه أن يترك دين الإسلام، ولكن كل ذلك لم يفلح في أن يرغموه في ترك دينه، تلك هي العقيدة، وذلك هو الإيمان، والإرادة  الفولاذية.

كل ذلك ذكرته، في هذه الأيام، نظرًا للضغط الشديد الذي تتعرض له محافظة عدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام.
عصابات ومافيا العملات ورفع الأسعار ومحاربة الناس في أقواتهم ولقمة عيشهم، وحرب الخدمات وخصوصًا خدمة الكهرباء، لا سيما في فصل الصيف الشديد الحرارة، حيث أن الحياة تشتل بدون كهرباء، حتى أن خدمة المياه تتأثر نتيجة غياب الكهرباء والمتمثلة بعملية ضخ المياه إلى جميع المديريات.

إن على دول التحالف أن تضاعف جهودها خصوصًا في المجالات التي تخص الإنسان من دعم للعملة وتوفير الوقود للكهرباء والمياه، ودعم المواطن الفقير في التغذية والصحة، لأن عدن والمحافظات التي رفعت رأس التحالف بصمودها وسطرت عناوين النجاح لدول التحالف على الرغم من إمكانيات أهلها البسيطة.
وأخص بالذكر محافظة عدن، فصار أهلها في فقر وجهل ومرض، وذلك هو الثلاثي الذي كان يقال إنه ساد في أثناء فترة الاستعمار البريطاني، صرنا نعيشه الآن، نتعذب في الحر الشديد دون كهرباء تخفف علينا شدة الحر.

ونتعذب للحصول على لقمة العيش، وصرنا نعيش بالحد الأدنى في توفير لقمة العيش يوميًا، حتى أن الأسر العفيفة صارت تخرج للشارع وتمد أيديها مضطرة لتوفير لقمة العيش.
كل ذلك الضغط هو محاولات لتركيع الناس للتنازل عن مطالبهم وعن مبادئهم، ولكن هيهات، أحدُ.. أحد.. لن يغير عقيدتنا، ولن نغير مطالبنا في الحياة الكريمة وفي الاستقلال عن دولة الفساد والفاسدين.

وتحية خالصة للأخ محافظ عدن، الذي يسعى جاهدًا لتوفير ما يمكن توفيره، وعمل ما يمكن عمله، على الرغم من الظروف الصعبة والإمكانيات الشحيحة.
والسؤال القائم حاليًا، هو أين المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية مما يجري حاليًا في عدن.. وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى