النازحون في الضالع.. حياة صعبة وخيمة واحد تقتسمها أسرتين

> الضالع «الأيام» محمد صالح حسن:

>
  • الغذاء والماء لا يكفي والخيمة الواحدة تُقسم بين أسرتين
  • أولاد النازحين محرومون من التعليم
مع الأضرار الكبيرة التي خلفتها الحرب، ولا تزال تخلفها، ينزح كثيرون من مناطق المعارك إلى مناطق أخرى بحثا عن حياة مستقرة آمنة يسودها العيش الكريم، لكن واقع النازحين في بلادنا مختلف.
وللاطلاع على واقع النازحين عن قرب في محافظة الضالع، نزلنا إلى مخيم السوداء ومخيم البنايات السكنية في سناح للنازحين، حيث البنايات السكنية، والتقينا بعدد من النازحين الذين تحدثوا معنا عن جملة من الهموم والمشكلات التي يواجهونها في عيشهم.
في البداية كان نزولنا إلى مخيم السوداء جوار الخط العام وسط الضالع فإلى التفاصيل.

حياة صعبة
مريم قاسم
مريم قاسم
تقول النازحة مريم قاسم هادي: "حياتنا صعبة، جعجعة، لا غذاء معنا، أما الماء فمعنا خزان واحد 5000 لتر لنا جميعا، وهي كمية لا تكفي لأن النازحين كثر، يقدرون بـ 65 أسرة وما زال العدد يتزايد كل يوم".
وتضيف مريم: "وكل ما تقدمه المنظمات لا يكفي" مسترسلة: "حصلت على دعم من إحدى المنظمات (مبلغ 150,000 مائة وخمسون ألف ريال) في شهر رمضان بعدها لم أحصل على أي شيء نهائيا".

غياب المنظمات
أحمد الحجري
أحمد الحجري
أحمد صالح ناجي الحجري تحدث إلينا قائلا: "المنظمات لا دور لها في مخيم السوداء مقارنة بقدر متطلبات النازحين، فأنا استلمت فراش وبطانيات منذ عام، ولم استلم بعدها شيئا منذ ذلك الحين".

شقاء من أجل الغذاء
الأخت نبيلة عبد الله ناصر تقول: "نحن نشقى على أنفسنا، أزواجنا يذهبون لطلبة الله بحقول القات، والنساء تشجر تشجير بالشرماي (بالشريم) لأجل نوفر ما نستطيع توفيره من أجل الغذاء".
طفح المجاري بالقرب من أحد المباني السكنية للنازحين
طفح المجاري بالقرب من أحد المباني السكنية للنازحين

حرمان من التعليم
مطيع ملهي
مطيع ملهي
مطيع ملهي، مندوب مخيم لكمة السوداء، تحدث إلينا قائلا: "المخيم لا تتوفر له الحماية الأمنية أولا ثم التعليم، فطلاب المخيم لا يتعلمون".
وجهت له سؤالا أين يذهب الطلاب للتعليم؟ فأجاب: "يذهبون إلى مدارس القرى المجاورة ولكن يخرجون أحيانا من الفصول الدراسية بسبب الزحمة وعدم سعة الفصول".

ويتابع قائلا: "طلاب المخيم، أي أبناء الأسر النازحة الموجودة، لا يتوفر لديهم أي تعليم، وأغلبهم في الصفوف الابتدائية فالتعليم مشكلة تضاف إلى مشاكلنا الأخرى،
فاضطررنا إلى تعليمهم داخل المخيم نفسه، أي بعد ما قمت بتخصيص إحدى الخيام".
المدينة السكنية التي يقطنها النازحون في سناح
المدينة السكنية التي يقطنها النازحون في سناح

ويضيف مندوب المخيم: "إن المدارس فتحت أبوابها في المناطق المحررة، وطلابنا كلما ذهبوا إلى المدرسة يسألونهم عن الدفاتر والأقلام والزي المدرسي ورسوم 1000 ألف ريال شهريا على كل فرد وظروف الأغلبية هنا لا تسمح".
ولفت ملهي إلى أن المخيم لا يتلقى أي دعم يتعلق بتوفير الدفاتر والأقلام وغيرها من المستلزمات المدرسية من أي منظمة.
وأشار إلى أن هناك منظمات تقدم أشياء للمخيم، مثل المؤسسة الطبية والصليب الأحمر ومنظمة طيبة، لكن كل ما قدمته لا يفي بالمتطلبات الضرورية للنازحين، منوها إلى أن المخيم يعتمد على برنامج الغذاء العالمي وما يقدمه من مساعدات حتى الآن كعامل مساعد في توفير الغذاء.

أسرتين تتقاسمان خيمة واحدة
ونوه مطيع ملهي مندوب مخيم لكمة السوداء في حديثه إلى أن هناك نقصا كبيرا في الحمامات والخيام، مضيفا: "هناك ازدحام كبير، ووصل الأمر إلى أن تتقاسم أسرتان الخيمة الواحدة، وأحيانا، تسبب الزحمة مشاكل بين الأسر، وبعض تلك المشكلات تسببها زحمة الحمامات".

أمراض نفسية
وعن تكيف النازحين مع وضع النزوح وتغير البيئة، قال مندوب المخيم: "هناك صدمات نفسية وبعض الناس أصيبوا بالأمراض كالضغط والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة، ويحتاجون رعاية صحية وتوفير أدوية".
وأوضح أن النازحين ينتمون إلى مناطق مشتعلة بالحروب شمال وشمال غرب الضالع كمنطقة المشايح وبتار وصبيرة والفاخر، وقد تركوا كل ما يمتلكونه من مواشي وجرب زراعية بفعل الحروب، وهاجروا ناجين بأنفسهم، وبعضهم تحولت منازلهم إلى ثكنات عسكرية تستخدمها المليشيات الحوثية في حربها.

قطع قماش تغطي النوافذ
بعد زيارتي لمخيم السوداء زرت المخيم الآخر للنازحين في شمال الضالع، وهو عبارة عن بنايات سكنية لم يكتمل بناؤها. وجدتها بنايات دون نوافذ أو أبواب تقيهم من البرد، خاصة أن موسم الشتاء اقترب.
ما وجدته في أثناء زيارتي أن تلك النوافذ والشبوك والأبواب تغطى بقطع ورقية أو طرابيل أو تستخدم البطانيات فهذه الظاهرة وجدتها في كلا المخيمين.

خوف من الأوبئة
صالح العودي
صالح العودي
صالح علي صالح العودي، رئيس اللجنة المجتمعية للمدينة السكنية بسناح ومندوب النازحين فيها، تحدث إلينا قائلا: "الطلاب يعانون من عدم وجود إمكانيات التعليم كاملا كل ما يتعلق بالتعليم غير موجود. فالمدارس بعيدة عن المخيم، وكذلك الخط الأسفلتي الذي يفصل أقرب مدرسة عن المخيم مزدحم، والناس يقلقون على أولادهم، وظروف الآباء صعبة".
وأضاف العودي: "الجميع يخاف من الأوبئة وانتشار الأمراض المعدية كالمكرفس والملاريا التي تسببها المجاري، وأيضا وباء كوفيد 19، ونحن قادمون على شتاء وهذا يضاعف المعاناة لدينا".

دراسة في العراء
وأشار إلى أن الأولاد النازحين يدرسون في العراء جوار العمائر، لكن لا كتب لا معلمين لا مخيمات مخصصة للتدريس وجميع المعلمين هنا متطوعون".
وعن الجانب الصحي أفاد قائلا: " لا اهتمام صحي، وهذا عامل مساعد على ظهور الأمراض وانتشارها، فضلا على أن المنظمات مقصرة في عملية شفط المجاري".

غياب الكهرباء
ولفت العودي إلى غياب الإضاءة والكهرباء في ظل عدم قدرة النازحين على شراء منظومات الطاقة الشمسية.

مناشدة
وفي الختام وجه مندوبو النازحين في مخيم السوداء والمدينة السكنية مناشدة للمنظمات الدولية والإنسانية والمؤسسات المحلية وغيرها إلى الاهتمام بأطفال بتعليم النازحين وصحتهم، وتوفير الأثاث كالبطانيات والفرش، وتوفير الخدمات وكل ما يلزم للبقاء في ظل الحرب المستعرة في مناطق شمال الضالع، مؤكدين في سياق حديثهم إنهم يمرون بظروف إنسانية سيئة، آملين من خلالنا أن تصل مناشدتهم.

أنتج هذا التقرير ضمن مخرجات تدريبات "صحافة حقوق الإنسان" - أغسطس 2021، بإشراف مؤسسة الصحافة الإنسانية (Hjf) ومؤسسة تعايش للتنمية(CFD)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى