​حرب اليمن ديناميت لتعبيد أم نسف طريق الحرير؟

> مأرب شبوة حضرموت، والمهرة المعركة المصيرية الفاصلة..
لننظر إلى المشهد الراهن للحرب التي تجري رحاها اليوم، بكل بساطة نرى المشهد يشير إلى أن هناك صراعا كبيرا بين الشرعية ممثلة بحزب الإصلاح والإماراتيين على مواقع الإنتاج في شبوة وحضرموت، فبينما ينفرد محافظ مأرب في بيع النفط والغاز المستخرج من صافر وأرضي مأرب والاستحواذ على أكثر من نصف مليار دولار يجنيها كل عام ويرفض توريدها إلى البنك المركزي -تقر السلطات المحلية في محافظة مأرب التي تخضع لحكومة هادي بأنها تجني فقط نصف المبلغ من عائدات كمية النفط الذي يجري إنتاجه وبيعه، وحددت بموجب تقرير رسمي صدر في وقت سابق عن شركة النفط هناك أن نصف كمية النفط المنتج والمصدر يتم سرقته ونهبه من قبل عصابات تقوم بإحداث فتحات في أنابيب النفط، وقدرت الكمية المعترف بها بما يصل قيمته إلى نحو نصف مليار دولار أمريكي في العام الواحد، وهذا الرقم المعترف به قد يكون غير دقيق، بل الرقم الصحيح يفوق ذلك بكثير- يشعر الإخوان أن الإماراتيين يعرقلون تصدير النفط عبر ميناء بلحاف الذي يسيطرون عليه ويقيمون داخله منشأة عسكرية، لذلك ظل ميناء بلحاف مرتكز الصراع بين الإمارات والشرعية طيلة السنوات الماضية؛ لتذهب الشرعية إلى محاولة استحداث مرفأ آخر هو ميناء "قناء" بشبوة قبل أن تعرقلهم الإمارات من إنتاج وتصدير الغاز في حقول نفطية عديدة بشبوة، ورغم ذلك إلا أن الشرعية تعمل على إنتاج النفط في مواقع عديدة بشبوة،  وتجني مبالغ طائلة من بيعها لكميات كبيرة من النفط الخام الذي يجري نقله وتهريبه بطرق ووسائل متنوعة، منها عن طريق مأرب بالإضافة إلى طرق أخرى.

الشرعية التي تشجعت في الاستماتة للدفاع عن شبوة وتدفع بوحدات عسكرية كبيرة للتمركز فيها، تشجيعها يأتي بناءً على ضوء أخضر من الرياض التي تشجعها على السيطرة على كل شبر هناك، وتشديد الخناق على الإماراتيين، ومنعهم من التوسع داخلها، وهذا الأمر حاولت كبرى الدول، وفيهم الفرنسيون والأمريكيون، الخوض فيه مع الأطراف المتصارعة ولم تفلح..

إذا الصراع المحتدم هناك، الذي يحتمل انتقاله إلى حضرموت، يعد صراع مصير بين جميع الأطراف، ودخل الحوثيون فيه بشكل مباشر أيضا، خصوصا عقب التطورات الأخيرة التي جرت في شبوة، والمتمثلة بدخول بعض قبائلها فيه، وهو الأمر الذي هدد الشرعية من ناحية والإماراتيين من ناحية أخرى بأن الأمور ستتخذ مجرى مغايرا لكل الأهداف لذلك جاء دخول الحوثي مؤخرا، والأيام القادمة مليئة بكثير من الأحداث والمتغيرات هناك.

والصراع الحقيقي يتمحور حول من سيتمكن من بسط اليد على حضرموت أيضا، التي تعد الأهم ومحور الارتكاز لقلب كل الموازين. وهذا الأمر تقف خلفه كبرى دول العالم، ويأتي ضمن الصراع العالمي الحديث، والسباق إلى السيطرة على الأسواق والطرق البحرية والبرية التي تربط قارات ومحطات وبحار العالم ببعضها.

وبينما وصل بالفعل عشرات الجنود وبعض الخبراء البريطانيين إلى محافظة المهرة تحت ذريعة مطاردة عناصر اعتدت على عدد من الإنجليز كانوا يستقلون فرقاطة بحرية قبل أشهر، تواصل السعودية الاستماتة في تعزيز بقائها في المهرة رغم الأصوات المعارضة من الداخل المهري لوجودها هناك.
تسعى الإمارات أيضا أن يكون لها موطئ قدم هناك من خلال دعواتها لكثير من الشخصيات البارزة والمؤثرة لزيارة أبوظبي، ومحاولة دعم إقامة فرع للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تأخر كثيرا، ولم يتمكن من فرض وجوده بقوة بسبب الظروف المختلفة للمهرة عن المحافظات الجنوبية الأخرى، بالإضافة إلى استحواذ السعودية على التشكيلة العسكرية هناك والوجود القوي للشخصيات الموالية لحزب الإصلاح ورموزه في تلك المحافظة المجاورة لسلطنة عمان، التي تميل إلى الهدوء وتجنب الدخول في أي معترك سياسي، أو معارك أخرى. وتكمن أهمية المهرة في موقعها الخطير الذي تنظر جميع الأطراف إليه من منظور موقعها الجغرافي الذي يتوسط كلا من سلطنة عمان ومحافظة حضرموت، التي تعتبر المخزون الاستراتيجي للنفط والثروات الأخرى. هذا في حين تحاول الرياض تسريب مزاعم أخرى دأبت في السنوات الماضية الأخيرة على تسريبها، من أن مطامعها نحو المهرة تأتي في سبيل اتخاذ أراضيها ممرا لأنبوب نفطها في مشروع تسعى لإقامته في المستقبل، وذلك لكسر الهيمنة الإيرانية على خليج فارس والخليج العربي، بالإضافة إلى السباق نحو قطع الطريق أمام المشروع التجاري الصيني العملاق الذي يطلق عليه (طريق الحرير)، وذلك بدفع من قبل أطراف دولية كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى