​بلومبيرغ: إيران تريد التطبيع أولا والسعودية تصر على وقف الحرب في اليمن

> لندن «الأيام» القدس العربي

>
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا أعدته فيونا ماكدونالد وبن بارتينستين، قالا فيه إن إيران تدفع بهدوء لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وفتح بعثاتها الدبلوماسية هناك. وقالا إن إيران طلبت من السعودية فتح قنصلياتها من جديد واستئناف العلاقات الدبلوماسية كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن، إذ يعتبر توقيت فتحها هو النقطة الأساسية في المحادثات التي يتوسط بها العراق بين البلدين المتنافسين، وذلك بناء على أشخاص مطلعين على مجريات المحادثات.

وفي الوقت الذي دفعت فيه القوى الدولية باتجاه إحياء الاتفاقية النووية عقدت الجمهورية الإسلامية 4 جولات من المحادثات بهدف تخفيف التوتر مع جارتها، المملكة العربية السعودية. وجرى التركيز في المحادثات على اليمن، إذ تدعم كل دولة طرفا في الحرب.
وكانت آخر جولة من المحادثات قد عقدت في 12 سبتمبر وهناك جولات قد تتبع قريبا. وتقاتل السعودية الحركة الحوثية في اليمن منذ عام 2015 وتريد إنهاء الحرب لأنها عرضت المنشآت النفطية لهجمات الطائرات المسيرة والصواريخ.

وقبل عامين أدى هجوم على منشأة النفط في إبقيق وخريص إلى تخفيض قدرات الإنتاج إلى النصف مما أثر على وضع السوق العالمي للنفط. وتريد الرياض صفقة في اليمن في خطوة أولى لإعادة بناء العلاقات الدبلوماسية التي انقطعت في 2016، لكن إيران تصر على أن التطبيع مقدم على وقف الحرب، حسب مصدر مطلع، بالإضافة إلى شخصين آخرين علما بمجريات المناقشات، طلبا عدم حجب اسميهما. واقترحت إيران فتح القنصليتين السعودية والإيرانية في مدينة جدة ومشهد كعلامة على حسن النية، حسب قول شخصين. ورغم تقدم المحادثات بشكل عام إلا أنها تتعثر عندما يتعلق الأمر بالتفاصيل.

ولم تعلق وزارة الخارجية الإيرانية ولا مركز الاتصالات الدولية السعودي اللذان يتعاملان مع هذه الموضوعات على أسئلة من الموقع، ولم يعلق المسؤولون في العراق الذين ساعدوا في ترتيب اللقاءات.
ولم تلق المقترحات السعودية لوقف القتال إلا اهتماما قليلا من الحوثيين، الذين يقول الدبلوماسيون إنه ليس لديهم ما يدعو للتراجع عن مكتسباتهم بعدما سيطروا على مناطق واسعة من البلاد بما فيها صنعاء.

ومع تراجع اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت السعودية بتحسين علاقاتها مع حلفاء إيران العرب لتخفيف التوتر وتعزيز أمنها. ومن الناحية السياسية فإيران في وضع أفضل من جارتها، رغم العقوبات المشددة التي فرضها دونالد ترامب ضد طهران بعد خروجه من الاتفاقية النووية. وتتقرب منها القوى الدولية وتقوم جماعاتها الوكيلة بإحداث الفوضى في اليمن والعراق ولبنان، فهي في وضع قوي بأي مفاوضات.

وتوقفت المحادثات بين القوى الدولية وإيران منذ انتخاب الرئيس المتشدد، إبراهيم رئيسي في يونيو، الذي أطلق عددا من التصريحات الإيجابية بشأن علاقات بلاده مع السعودية، معبرا عن رغبة في إعادة فتح السفارتين.
وقال وزير الخارجية حسين عبد اللهيان في 8 أكتوبر إنه تم توقيع عدد من الاتفاقيات في أثناء المحادثات الجارية، ولكنه لم يقدم تفاصيل. وقال وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود إن المحادثات لا تزال في "مرحلتها الاستكشافية" مع أنه عبر عن أمل بلاده "لحل الموضوعات العالقة بين البلدين".

وعبر معين عبد الملك، رئيس وزراء الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية، عن قلقه من أي صفقة قد تأتي على حساب حكومته. وأكد أنه يجب ألا يكون اليمن "ورقة مقايضة". وقال إن وصول الحكومة المتشددة إلى الحكم في طهران تقترح أنها لن تتوقف عن دعم الحوثيين في محاولاتهم للسيطرة على البلد. وهناك مخاوف من أن تؤدي الانتخابات البرلمانية العراقية نهاية الأسبوع الماضي إلى نكسة حالة تم استبدال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، خاصة أنه يحظى بعلاقات جيدة مع المؤسستين الأمنيتين في البلد، نظرا لشغله منصب مدير المخابرات قبل تعيينه رئيسا للوزراء. ويرى الدبلوماسيون أن التقدم في المحادثات راجع لمصداقيته ورغبته في رفع مستوى العراق كجسر بين إيران التي تؤثر على السياسة في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 والسعودية.

وفاز أنصار مقتدى الصدر بأكبر عدد من المقاعد، لكن تعيين حكومة ائتلافية قد يأخذ أسابيع بل وأشهرا من المفاوضات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى