​إنماء القديمة خارج سيطرة لملس

>
عدن المدينة التي عندما تغيب عنها الشمس ترى ابتسامتها تُشرق بكل أمل وحنان وشوق؛ لأن ليلها له طابع خاص لدى سكانها وزوارها على الرغم من وجود بعض الظواهر السلبية التي لم تعالج مع أننا لفتنا انتباه سعادة المحافظ الشاب أحمد لملس عنها ضمن سلسلة "مصلحة الوطن وتحدي الكبار" والتي كانت عبارة عن عشر حلقات تتحدث عما تعانيه هذه المدينة التي تتحدى كل من يحاول كسرها وإضعافها مع الحلول والمعالجات المقترحة، والتي كانت كفيلة بنقل عدن خطوات للأمام بقرارات تحترم وتنفذ. وبما أن الأستاذ لملس تواجهه العديد من الصعوبات والعراقيل إلا أنه وبكل صراحة لم يشتكِ بقدر ما أنه استمر بتسيير برامج عمله حتى وإن كان بسرعة يمن نت "السلحفاة" ويؤكد أنه شامخ شموخ جبل شمسان وقوي بقوة قلعة صيرة فلا شيء يستطيع إيقافه عن أداء عمله لتنفيذ خططه وبرامجه.

وما نلاحظه هذه الأيام من اختلال غريب وعجيب لسعر صرف الدولار والريال السعودي مقابل العملة المحلية الأمر الذي انعكس على كل شيء يحتاجه المواطن إلا أن المحافظ الشاب انتبه لذلك وتحدى الجميع وأقر بأن الإيجارات تكون بالعملة المحلية وليس بالعملة الصعبة، وكذلك حدد أسعار اللحوم والأسماك وعمم على كافة المحال التجارية بالالتزام بالبيع بالعملة المحلية وبما أن المحافظ ليس بالرجل الخارق؛ لأنه بشر ولكن لديه رؤية ثاقبة وحكمة موزونة للأمور ويعطي لكل شيء وقته فهو من عيَّن مدراء المديريات ومنحهم الصلاحيات وساندهم في مهامهم ولكن مدير المديرية التي تتبع لها إنماء القديمة…؟؟؟ فقد البوصلة لأهم المناطق التي هي تحت إدارته فأصبحت هذه المنطقة خارجة تمامًا عن سيطرة المحافظ لملس بخلاف باقي مناطقها فهل موقعها بين مديريتي المنصورة والبرقية هو السبب؟

 وحتى نصل لأهدافنا علينا أن نتكاتف جميعًا لإيقاف المتلاعبين وغير المبالين بأوضاع عامة الشعب طالما من يصرف الدولار والريال السعودي هم زبائن لهؤلاء التجار الجشعين لذا فهم لا يكترثون بتوجيهات المحافظ الذي همه الأول والأخير الحفاظ على أبسط مقومات الحياة للبسطاء من أبناء الشعب الذين يفرحون بالقليل ولا يبحثون عن الماركات أو أجود المنتوجات وأفضل الصناعات أو أكثر الكميات بقدر ما يريدون إطفاء نار الألم التي تشتعل بقلوبهم لعدم قدرتهم على توفير ما يتمناه أولادهم ولو بالشيء البسيط.

وبما أن مدينة إنماء القديمة مدينة نموذجية على الرغم من عدم اكتمال تنسيقها وترتيبها من قبل مالكها الذي فَرّ عن الوفاء بالتزاماته وبنموذجيتها من خلال بيعه لكافة الوحدات السكنية ليبني مدينة إنماء الجديدة والذي كان عليه أن يلزم الجميع بحسب العقود ووفق التصاريح التي منحت لهم بعدم عمل أي استحداثات بكافة الوحدات وكذلك تنظيم كافة الشوارع وخاصة الشارع الرئيس للمدينة ومن هنا وهناك تجد اختفاء وعدم وجود أي دور للمديرية بإنماء القديمة والتي تشاهد بها مفارش الأسماك وهي تبيع الأسماك بأسعار وكأنها بفندق خمسة نجوم ومطبوخ على يد أمهر الطهاة والتكييف يجعلك تتلذذ وأنت تدفع قيمة الكيلو الثمد المشبع بالماء والذي ليس له مكيال للوزن وإذا طلبت أقل فإن العيون تتقلب عليك والوجه يحمر من الضجر لكنك إذا طلبت بقدر ظروفك وإمكانياتك بألف ريال أو خمسمائة ريال حتى تفرح أسرتك فستجد الصوت العالي يرتفع والنار تشتعل من رأس البائع ومقطع السمك وعندما تخبره بأن المحافظ لملس أصدر قرارًا بتحديد الأسعار وكافة المديريات التزمت به فهنا تصبح أنت عدوه اللدود ويكون رده خلي المحافظ يبيعلك حتى بمائة ريال أنا الكيلو عندي بثمانية ألف يا شليت يا قفي وابعد عني.

فمن يوصل رسالة بسطاء الشعب ويحميهم من جشع هؤلاء فإننا من خلال هذا المقال نطالب المحافظ الشاب أحمد لملس بإلزام الجميع بالأسعار المحددة من قبل المحافظة مع وضع مكيال للوزن مختوم من وزارة الصناعة والتجارة وإلغاء مكيال الحجارة وخلافه، ومن ثم إزالة كافة المفارش والتي تشوه المنظر الحضاري للمدينة وتقتل المواطن البسيط بأسعارهم الجنونية وعدم مراعاة ظروفهم وعلى الرغم من أن هذه المفارش ليس عليها أي أعباء مالية من كهرباء ومياه وضرائب وإيجارات إلا أن سعرهم أغلى من سعر باقي المحال بالمديريات فهل يستطيع محافظ عدن أن يعيد إنماء القديمة لسلطته؟ أو هناك شيء أكبر نحن لا نعلمه؟

اليوم الخبر بفلوس وغدًا رجل الدولة المحافظ أحمد لملس قراره لن يسقط الأرض فسيعالج الأمر مبدئيًا ومن ثم سيفرح بسطاء الشعب بمدينة إنماء القديمة بعمل سوق مركزي لبيع الأسماك واللحوم والخضروات والفواكه ويكون تحت إشراف المديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى