حرب وحرب

> كل مجريات حرب الشرعية تفصح بأن ثمّة تواطؤاً، أو تلاعباً في جديّة خوضها وإدارتها من قبل طرف ما فيها، كل هذا تصرخ به الانسحابات والاستسلامات المتتالية، وأيضاً مع تسليم السلاح بدون أدنى مقاومة تُذكر فهنا لا أدري لماذا لا يثير هذا تساؤلات غاضبة لدى التحالف؟ أو لماذا لا يجري التحقيق الجدّي فيها؟ الأدهى منه استمرار التحالف في دعم الجيش الكرتوني.

هذا مُثار استغراب لدى شارعنا الجنوبي، ومن تكراره، وكذلك تكرار التحالف في التّغاضي عنه، فقد ملّهُ شارعنا، لكن أصبح لديه يقين مطلق بأنّ هذه الحرب مجرد سيناريو مخطط له، ولكل طرف فيه دور ما عليه أن يلعبه، وطبعاً لا يهم هؤلاء أن يكتوي شعب جنوبنا بتبعات استمرار لعبة هذه الحرب الكذبة، أو حتى أن ينقرض، ولاحظوا أن منذ أن تحررنا ونحن نُطحن في ويلات انعدام الخدمات والمرتبات والغلاء وانهيار العملة.. إلخ.

بالأمس سُلمت بيحان وما جاورها من محافظة شبوة المحررة للحوثي، ومن سلّمها الإخوان المتأسلمون المرابطون في تلك التخوم، ونعرف جميعاً كيف حلّ الإخوان هناك، هذا يزيحُ شيئاً من الغشاوة على عيوننا من فريّة هذه الحرب واستطالتها لكل هذه المدة.

في مناطقنا المحرّرة كان من المفترض ضرب المثل والقدوة في النّماء وازدهار الاقتصاد والخدمات.. إلخ، وذلك لإعطاء الحافز للمحافظات المحتلة من الحوثي لتنتفض وتتحرر منه، أو على الأقل كحقٍ من حقوق المناطق المحررة المشروعة، لكن ما حدث العكس تماماً، وهذا من مسؤوليات التحالف وهو يومئ إلى الكثير أيضاً، وتحديداً أنّ ثمّة محركاً فاعلاً لكل ما يجري في جغرافيتنا، ولا إضافات بهذا الصّدد.

مجلسنا الانتقالي فرض حضوره بهذا الشكل أو ذاك على خارطة اللحظة الراهنة، وبطبعي لا أميلُ مثل كثيرين إلى ربط الخرقة في وسطي وأهزٌ في حلبة الراقصين والمطبلين بأنّ (كله تمام)، كلّا، ثمّة إخوانيون في مفاصل حساسة للقرار في جنوبنا، وهم يمارسون أدواراً تدميرية معيقة، وثمة ارتخاء في أداء بعض مكوناته الدنيا تحديداً، وأيضاً اختراقات وأداء شكلي وخلافه، وبتجاوز ذلك كان يمكنه فعل الكثير لجنوبنا ولا شك.

كارثتنا في الجنوب أننا نُطحنُ في مفرمة على مرأى ومسمع من الكل، بل نُطحنُ بقسوة أيضاً، والإقليم الذي من المفترض عليه تجاه جغرافيتنا ألّا يبالي البتّة، وهذا شيء بعيد عن النّخوة العربية وغير إنساني وغير أخلاقي وبعيد عن ديننا الإسلامي الحنيف أيضاً، لأنه ماذا يعني أن يُطحن ويجوع شعب تحرّر بدون جريرة أو سبب؟ هذا يقطعُ بأن ثمة نوايا مبيّتة، ويقطع بأننا مجرد (شيء) هامشي في الدّوامة التي يثيرها ويتحكّم بها الكبار في الخارج، وهنا لا يبالي أحد، ما يعني أنّ علينا أن نفعل شيئاً بأنفسنا للخلاص من واقعنا المرير والمستهدف أيضاً، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى