من سيوقف الإرهاب عن الملكة؟

> من منّا لا يعرف المسكينة التي لا تعرف الراحة ولا النوم الهادئ وكل همها الحفاظ على عيالها ورعايتهم؟ ورغم كل ما يصيبها من أوجاع إلا أن همها الأول والأخير أن ترى عيالها بأعلى المراتب ولهم شأن وقوة، لكن للأسف هناك من لا يريد هذه المسكينة أن تهنأ بحياتها ولا تحافظ على عيالها، فكلما بدأت عجلة الحياة عندها تتحسن وتتدور للأفضل تجد أمامها مطباً أو حفرة تعيقها للمضي بطريقها التي رسمتها لنفسها لأجل مستقبل عيالها، وهي دائماً مشرقة مبتسمة تحب الحياة ولا تقفل أبوابها لكل من يدخلها سواء للزيارة، أو من يحب العيش بها مع عيالها، فأعطتهم تقديراً خاصاً ومنحتهم الثقة وأصبح صوتهم مسموعاً وعيالهاً لم نعد نراهم، فليس ذلك لشيء، ولكن حياتنا أصبحت لديها مقومات مختلفة، فلا يمكن لعيال المسكينة المتعلمين أن يفهموا النغمة الجديدة التي يريدون أن يعزفوها للمسكينة التي لا تقول لهم لا أبداً.

كلنا نعلم ونرى موقع عدن الهام من جميع النواحي التي تجعلها ملكة المدن، وللأسف المسكينة لأسباب عدة أصبحت لا تقوى على شيء، فهاهي بين كل فترة وأخرى تروي أرضها بدماء الإخوة بينهم البين، وقد زادت هذه الدماء نزيفاً بالعقد الثاني من القرن العشرين، حيث نلاحظ كل يوم تقريباً صراعات الإخوة الذين أصبحوا أصحاب قوى متكاملة من جميع النواحي، وكل قوة لديها المقدرة لتجعل عدن المدينة التي لا تنام ليس بسبب الصراعات ونزيف الدم والخوف بقدر ما يكون ضجيج الحركة التجارية ووجود سوق للمال والأعمال، فهذه القوى لديها من العقول المحبة لعدن ويمكنها أن ترفع من شأن ملكة المدن وتطور من خدماتها وتميزها لتكون المدينة التي لا تنام بسبب حركتها التجارية، وليكتب التاريخ أسماءهم من ذهب، وليس كما فعل القادة السابقون الذين كتبت أسماءهم من دماء وأشلاء البسطاء.

علينا أن نعرف أن ما يحدث لعدن من زعزعة لاستقرارها من خلال التفجيرات التي تهدف إلى عزلها عن العالم باستهداف مطارها، ورغم كل ما حدث ستكون هذه المدينة أكثر قوة وعزة وكرامة، فالتفجير حدث بالمساء عند البوابة الخارجية لمطارها الدولي، لكن هذا لم يوقف الرحلات الدولية الواصلة والمغادرة ولم يتخلف الركاب عن رحلاتهم، ونفس الشيء الضحايا الذين فقدناهم من الأطفال رأينا أصدقاءهم وإخوانهم يذهبون صباحاً إلى مدارسهم، وهذا يؤكد أن ما نسميها المسكينة هي ليست مسكينة، بل هي ملكة حتى لو لم تضع التاج على رأسها، لأن من يضرب ويستهدف ولا يقع فهو ملك فما بالك بعدن ملكة المدن؟

نتمنى من كل من يحب عدن من أصحاب القوى والنفوذ أن يجتمعوا ليعطوها وزنها وقيمتها الحقيقية ويبتعدوا عن المصالح الضيقة والبسيطة، لأن استقرار ملكة المدن هو رفع لقيمتهم وحفاظ على مكانتهم ليحفر التاريخ أسماءهم من ذهب على كل حجر من أرضها وقلب كل من يحبها.
اللهم احفظ الملكة عدن وأهلها من المتربصين والمخربين والمأجورين وأعطها كل خير من أبنائها الشرفاء والأوفياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى