يا نتيخ الجلجل

> صباح أنور كلودر، إذْ تبث أيام الحصاد الشعور الفيّاض بالجمال، ولا شيء مثل الصباح يستطيع أن يسكب في أرواحنا مقادير من السعادة.
المزارع الأبيني يغني كالعصافير في موسم الجنى البهيج "يا نتيخ الجلجل"، فيملأ الفضاء بنشيد الترحاب بالحصاد الحلو.

يا له من صباح عندما تشرق السواعد والجباه مع الشموس في غمرة الفرح بخير الموسم وكأنها تستفتح أبوابه "افتح يا سمسم".
لما كان العدل في الجنوب وجودة الخدمة ورخص السلعة، وكانت سمانا ظلال الأمان وترابنا أرض السلام، لم يكن ابن الجنوب يهوى العطالة والبطالة كما كان يروج بعض الأفاكين، ولو أنه كان كذلك لما كان خبزه من أجود أنواع القمح وشرابه من أحسن أنواع الحليب.

لقد كان يجمع السمك من الماء، والقطن من التراب، والملح من الأحواض في ثلاث صادرات نقدية بسيطة جعلت الدينار يناطح الدولار ولا يدعه يتجاوز حده المرسوم والمعلوم 7 شلنات.
لم يكن لدينا نفط صافر ولا بترول المسيلة ولا غاز بلحاف، لكنها كانت أيام السعود كما قال المتنبي:

مرت سنون بالسعود وبالهنا
فكأنها من قصرها أيام

لمن نسي أيام الرفاهية تلك، وكيف كان المزارع الجنوبي يجد في حقله يدأب ويتفانى، أنصتوا إليه الآن وهو يهزج "يانتيخ الجلجل يا نتيخ" في نشيد لودري سطرته "الأيام" في خبر صحفي جميل عدد 7256، حيث قالت بدأ في منطقة الصعيد غرب مديرية لودر بأبين حصاد السمسم الذي تشتهر به المنطقة، وقبل بزوغ الشمس انتشر عشرات المزارعين والمزارعات في الأرض الزراعية لحصاد الجلجل وهم يرددون الأهازيج الزراعية، ومنها يا نتيخ الجلجل يانتيخ، ويهتفون لبعضهم بحماس منقطع النظير.

سألت صديقي اللودري هنا في عدن فهمي جواس وماذا بعد؟ فقال من يبى له جلجل يا نتيخ.
وصف صديقي أيام الحصاد تلك في الزمن الماضي من أجمل الأيام وأمتعها في عهد الآباء والأجداد والبركة تتنزل على الناس والخير عميم ووافر.

خبر "الأيام" الغراء عن موسم حصاد الجلجل بعث في النفوس الشجن.
ليتا لم ندخل سوق الريال المنحوس الذي شق علينا في معيشتنا في دولة مشبعة باللصوصية والفساد.
لقد عصف بنا الدولار عصفاً إلى 1500 ريال ولا يبالي. نقدر أن البلد يشهد حرب على مختلف الجبهات سياسية وعسكرية واقتصادية، لكن عجز الحكومة جاوز مداه. غنِّ يا أحمد قاسم "يا عيباه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى