يا حكومة تابعوا تشغيل المصفاة

> جاء بيان المصدر الحكومي الذي نشرته وكالة سبأ الرسمية الأربعاء 10 نوفمبر الجاري ردًا على بيان الانتقالي كعادة الحكومة دائماً، أي بالتبرير والمناكفات.. إلخ، مع أنّ الكل يعرف جيداً أنّ أوضاع البلاد على شفا جرفٍ سحيق، وبيان الانتقالي جاء على خلفيات ذلك أصلاً، بل أنه جاء متأخراً كثيراً أيضا، ودعنا من سفسطائية البيانات والاتهامات المتبادلة، لأنهُ أليس من الأجدى تشمير كل السواعد لتلحق البلاد مما هي فيه اليوم ؟

* تعرف الحكومة كما كل الاختصاصيين الماليين، أنّ مصفاة عدن عصب اقتصادي رئيس، وخُرّبت عمداً، والنية الآن إعادة تشغيلها، وإدارتها ونقاباتها وكل عمالها يعملون جاهدين بهذا الاتجاه، ولأنه بتشغيلها سنوفر ملايين الدولارات التي تُصرف عبثاً لشراء النفط من الخارج، وهذا محور كل أزمة في البلاد، خصوصا والنفط من أرضنا، وهو يُباع الآن وتذهب عائداته إلى جيوب الحيتان في بنوك الرياض!

* لكن لم أسمع أحد في الحكومة يتحدث في هذا المحور المفصلي، بل لم ألمس يوما أن صاحب المعالي رئيس الوزراء أو أحد نوابه أو وزير النفط نزل يوما إلى المصفاة لمتابعة ما يجري فيها، أو ليتلمّس ماذا ينقصها حتى يتم تشغيلها، أو على الأقل من باب رفع الروح المعنوية لإدارتها وعمالها، ويشعرهم بأنهم مهتمون بها ويتابعونها، أو حتى لرفع الروح المعنوية للمواطن، ويشعره بأنّ الحكومة مهتمة بأهم مرفق سيسهمُ في إزاحة شيء من الأزمات التي تطبق على البلاد اليوم، كلا لا أحد يفكر في هذا الأمر مطلقاً، حتى أخونا محافظ عدن وقيادتنا في الانتقالي أيضا.

* الجواب باين من عنوانه، وهذا مثل شعبي محلي، وهو يُفصح فعلاً عن عدم الجديّة والتوجه لإجراء حلحلة حقيقية في أزمات البلاد الكارثية، وأهمها الاقتصادية، وخُطى الحكومة بهذا الصدد كالسلحفاة، أو أن ثمة أوامر فوقية أعلى بعدم إبداء أي اهتمام لإعادة تشغيل هذه المصفاة، وإلا لكانوا يزورونها أسبوعيا ميدانياً، ويتابعون بجدية أين وصل ترميمها وماذا ينقصها لتتوهج شعلتها.
* هذا هو الواقع فعلا، فلا تهمهم أزمات البلاد، ولا يهمهم أن يتضوّر الشعب جوعاً أو يشحت في الشوارع، أو حتى أن يقتات من براميل الزبالة، كل هذا في ذيل أجندتهم، بل هو غير موجود في قائمة اهتماماتهم أصلاً، والوقائع أمام العين يشهدُ بهذا، أليس كذلك ؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى