العمالقة تنجح في استدراج الحوثيين وتنقل المعركة بعيدا عن ميناء الحديدة

> "الأيام" غرفة الأخبار

> سيطرت وحدات من القوات المشتركة، ليل أمس الأحد، على أولى مناطق مديرية الجراحي جنوب الحديدة.

وقالت مصادر ميدانية، إن ألوية العمالقة توغلت داخل المديرية وفرضت السيطرة الكاملة على منطقة البغيل، بعد معارك عنيفة ضد جماعة الحوثي.

وأضافت المصادر أن قوة من العمالقة، شنت هجوماً واسعاً على مقاتلي الجماعة الحوثية، واندلعت معارك عنيفة، تكبدت فيها الأخيرة خسائر بشرية ومادية كبيرة.

ويوم أمس الأول، قال المتحدث الرسمي، باسم ألوية العمالقة مأمون المهجمي، إن وحدات من هذه القوات تقدمت من الجبهة الشمالية لمديرية حيس، ووصلت إلى مشارف مديرية الجراحي.

وأضاف المهجمي، في تصريح نقلته مصادر صحفية محلية، أن جبل راس ومدينة الجراحي، أصبحتا في مرمى نيران القوات المشتركة.

مصادر سياسية رجحت أن تشهد الفترة القادمة ضغوطاً سياسية دولية على الحوثيين بقيادة الولايات المتحدة، وكذلك ضغوطاً عسكرية من التحالف العربي الذي عاود قصف مواقع الحوثيين في صنعاء وصعدة.

والأسبوع الماضي شهد الساحل الغربي لليمن عملية إعادة انتشار للقوات الحكومية تلتها مواجهات بين الحوثيين وقوات المقاومة المشتركة التي تمكنت من إحراز انتصارات عسكرية في مدينة حيس وريفها بعد إعادة ترسيم خط المواجهة الجديد في الحديدة.

ضغوط دولية تقودها واشنطن للضغط على الحوثيين
ضغوط دولية تقودها واشنطن للضغط على الحوثيين

ونجحت المقاومة في نقل المواجهات بعيداً عن ميناء الحديدة والمناطق المكتظة بالسكان، وهو الأمر الذي خفف من حجم الضغوط التي كانت تمارسها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على التحالف العربي والحكومة اليمنية تحت ذرائع وحجج إنسانية.

يأتي هذا الحراك الدبلوماسي الدولي مع تزايد المؤشرات على رغبة المجتمع الدولي في اتباع سياسة أكثر تشدداً تجاه الحوثيين الذين رفضوا كل الدعوات الأممية والدولية للقبول بمبادرة وقف إطلاق النار التي اقترحها المبعوث الأممي السابق إلى اليمن مارتن جريفثس وحظيت بموافقة الحكومة اليمنية.

وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية الحوثيين في قائمة الكيانات التي تشكل قلقاً خاصاً، لدورها في ممارسة انتهاكات واسعة للحريات الدينية إلى جانب تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية "داعش"، بالوقت الذي يناقش فيه الكونجرس الأميركي إعادة إدراج الجماعة الحوثية ضمن المنظمات الإرهابية.

وتزامن التصعيد السياسي والدبلوماسي الدولي تجاه الحوثيين مع تجدد العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف العربي على مناطق سيطرة الحوثيين وخصوصاً في صنعاء وصعدة وعمران.

واعتبر الباحث السياسي اليمني محمود الطاهر أن التحركات الدولية تجاه الحوثيين "محاولة أخيرة لتصعيد اللهجة ضدهم، بدلًا من التدليل بعد أن أصبح المجتمع الدولي يدرك أن الحوثيين لا يمكن أن يجنحوا للسلم كما كانت تخطط إدارة بايدن وتحلم به".

وقال الطاهر في تصريحات نشرتها جريدة العرب اللندنية، "الحوثيون تمادوا كثيرًا بفعل الدلال الدولي والأميركي لهم، وأصبحوا يهددون العالم بأسره من خلال استمرارهم باستهداف الممر الملاحي الدولي، أو من خلال اعتدائهم بشكل مباشر على المصالح الأميركية المتمثل في اقتحام سفارة واشنطن وكذلك اعتقال موظفي السفارة، وألحقوا ذلك باعتقال موظفَيْن من العاملين مع الأمم المتحدة في الحديدة".

وعن أهداف ومؤشرات الحراك الدولي الأخير، تابع الطاهر "أعتقد أن التحرك الدولي سيستمر بهدف ممارسة أقسى وأقصى الضغوط على الحوثيين لاستكشاف مدى قبولهم بدعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب في اليمن، ووقف الهجوم على مأرب، لكني لا أتوقع أن تكون هناك استجابة للحوثيين، لأن العقوبات هذه لا تؤثر عليهم، فهم لا يسافرون ولا يملكون أرصدة في بنوك دولية، لكن من المهم تصنيف الجماعة كمكوّن وحركة إرهابية، ومنع قادتها من التجول، وعندما يتم منع القيادات الحوثية كمحمد عبدالسلام أو وفدهم التفاوضي الذي يسرح ويمرح، سنرى قبولاً حوثيًا بهدف تخفيف الضغط عليهم، والتحركات الأخيرة أعتقد أنها مقدمة لضوء أخضر لعملية عسكرية قادمة ضد الحوثيين، وأعتقد أن ذلك سيكون قريبًا وربما قد يكون غير معلن".

ويرى مراقبون أن التحولات المتسارعة في المواقف الدولية إزاء الحوثيين تعبير عن حالة الإحباط التي وصلت إليها الدول الكبرى الفاعلة في الملف اليمني وخصوصاً الولايات المتحدة التي تحولت نحو ممارسة ضغوط سياسية متصاعدة لإجبار الحوثيين على وقف التصعيد في مأرب والقبول بالمبادرة الأممية.

ويأتي التغير في الموقف الدولي انعكاساً لحالة التعثر في مسار الحوار مع النظام الإيراني الذي كان يعول عليه في التوصل إلى حزمة من الاتفاقات تشمل الأزمة اليمنية، إضافة إلى سعي واشنطن لطمأنة حلفائها في المنطقة بعد أن ظلت تمارس عليهم ضغوطاً من جانب واحد منذ فوز الرئيس الأميركي جو بايدن بالرئاسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى