اللجوء

> عادة ما يكون هناك وطن يقدم له المرء واجباته ويأخذ منه حقوقه، لكن الغريب في الأمر أن يصبح اللجوء خروجاً من الوطن والتشرد في العراء والخيام تحت ظروف الحر والبرد والبؤس والجوع.
تخيلوا أن هناك عشرين لاجئاً في كل دقيقة يفرون من أوطانهم بسبب ظروف الحروب والصراعات، ويرضون بالعيش في الخيام لأجل حفظ حريتهم وكرامتهم، ويعتبرونها سكناً ووطناً.

تخيلوا منظري وأنا أسأل ولي أمر أحد الأطفال عن سبب بكاء ابنته في المدرسة حين وضعها في الباص من أجل الذهاب إلى نزهة، وهو يقول: إنها تخاف من أخذها لجهة غير معلومة، وتتذكر لحظة وضعها بالقوة في الباص مع والدتها وإخوتها الصغار أثناء القصف حين مغادرة منطقتهم، لقد رأت مناظر مخيفة في الطريق وسمعت أصوات القنابل وكانت تصرخ وهي تكرر "دخيل الله نرجع ثاني يا أمي".

أتساءل ما معنى الوطن في عيون اللاجئين وقد فرّوا من بيوتهم وحقولهم ومنطقتهم ووطنهم، بحثاً عن خيمة تقيهم نار الحرب المستعرة؟
إن غياب الضمير الإنساني وموت المبدأ الأخلاقي ويقظة التوحش والافتراس في العقول وانعدام الروحانية، قد سبب الوجع والألم على هذه الأرض، فأي ظلم هذا أن ينعم إنسان بالخير والأمان من نهب وتشريد الآخرين.
فكما قالتها صغيرتي، "دخيل الله نرجع ثاني" لنفكر من جديد في بناء السلام وتحقيق الأمن والأمان والتسابق في مضمار الخدمة والبناء، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى