رياح الجنوب

> ستهب وقد بدأت مجدداً هي رياح أرسلت منذ 2007 بشارات "حراك" بعثر الجمود وحرك الراكد، بينما كانت المنطقة ترزح تحت عروش الاستبداد.
جاءت نسائم حراكنا من عدن واستمرت في الهبوب حتى لامست عقول وقلوب شعوب المنطقة، فصنعت الربيع وأينع في برودها ياسمين تونس وبن اليمن.

ليعلم طلاب الحرية أن الدرس الأول في ميادين الثورات انبرى له أستاذ اسمه "الجنوب" يرفع اليوم لواء قضيته في الصدارة منذ ذلك التاريخ ما كل وما مل.
صدى صوته يجوب الآفاق من لندن إلى موسكو إلى الدول الخمس إلى شريك عربي وإقليمي فاعل في زخم كبير صنعته سنوات من النضال والتضحيات.

همم كأن الشمس تخطب ودها
والبدر يرسم في سناها أحرفا

ستمضي رياح الجنوب في الهبوب ولا يوقف شيء زحفها وقد عزم الرجال وسارت القافلة.
هم لعدن النبيلة شخوص الحرية، وسيذهبون في الطريق الذي يصوِّب الهدف ويتقن الرمية، حتى يعلم أهل الشمال في زمن الحرب أنهم يفتقدون لرجال كهؤلاء النشامى الذين يطوفون الديار يحملون الراية ويرفعون اللواء.

رياح الجنوب تخفق الآن فوق سماوات الدول الخمس، بينما تبغى الأُمم المتحدة دعم رموز الجنوب من أجل الحل السلمي القادم في اليمن.
يمضي المجلس الانتقالي مرفوع الهامة ليتبوأ مقعده في مفاوضات الحل النهائي بتعهد دولي موثوق.

حين نطوف بذاكرتنا إلى أيام الحراك في ميادين عدن زمن النضال والعذاب، ثم نشاهد هذا الانتقالي يصطف مع سفراء الدول الكبرى في الرياض، فإننا ننشد قول الناظم:
نظرنا إلى تلك الوجوه عشية

فأشرقت الأرواح من حسن ما نرى
وهذه الحرب في اليمن سيولي أطرافها وجهتهم إلى الجنوب وقد فعلوا، وحين يدركون أن "البنيان المرصوص" قد أحكم الغطاء ووقف على الأرض سيطلبون منه دوراً لحل المشكلة، وهو ما فقهت له الأمم المتحدة والدول الخمس عندما ذهبت إلى الجنوب فكان لقاء الكوكبة الأممية بعيدروس الزبيدي عندما هبت رياح الجنوب، وآن لها أن تهب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى