ازدواجية واشنطن منحت جماعة الحوثي طوق نجاة
> "الأيام" غرفة الأخبار:
> تتهم أطراف سياسية متعددة الولايات المتحدة بأنها من أعطت لجماعة الحوثي مساحة لفرض نفسها داخل اليمن، بعد أن كانت جماعة مقيدة، لا تمتلك القدرة على أن تكون عنصرا فاعلا في المعادلة اليمنية.
ووفقا تقرير لموقع "عين أوروبية على التطرف" تتعامل واشنطن بمفهوم خاطئ مع الأزمة اليمنية.
وأضاف أنه كانت هناك محاولة أخيرة لرأب الصدع، وذلك خلال لقائه مع الحوثيين في مسقط، لكن لم يتم التواصل لاتفاق بين أطراف الصراع.
وواصل حديثه: "الولايات المتحدة ليس لديها ازدواجية في المعايير، إذ دعمت الحكومة الشرعية في اليمن، وعملت على حماية الأراضي اليمنية".
وأوضح أن الولايات المتحدة لا تختلف مع السعودية أو أي دولة من مجلس التعاون الخليجي، ولم يكن رفع الحركة من قوائم الإرهاب تعاطفا أو دعما للحوثيين.
المبعوث الأمريكي تيم لندركينج، ومسؤولون آخرون في واشنطن، أكدوا أن السعودية شاركت بشكل بنّاء مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في مواجهة الحوثيين، وتحاول جاهدة انتزاع نفسها من الحرب.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي اليمني أنور التميمي، إن الحوثيين يكتسبون قوتهم من عدم جدية المجتمع الدولي في إخراج الحوثيين من المشهد السياسي نهائيا.
وأضاف: "منذ مبادرة كيري كانت البداية لتعزيز النفوذ الحوثي؛ وإظهاره أمام العالم بأنه قوة شرعية موازية للشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، وليس قوة انقلابية خارجة عن الشرعية.
وينوه "عين أوروبية على التطرف" إلى أن الحرب في اليمن لم تبدأ فعليا في 2015، بل هي امتداد لجهاد حوثي أطلق برعايةٍ إيرانية عام 2004 تحت اسم "المسيرة" لإقامة دولة دينية في الجزيرة العربية ما يهدد السعودية بشكل مباشر.
التقرير أشار كذلك إلى اعتقاد ثان وصفه بالخاطئ، وهو أن التحركات السعودية العسكرية سبب الأزمة الإنسانية في اليمن.
وعلى الجانب الآخر يقول مصدق بور مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيرانية العربية: "أعتقد أن الأزمة اليمنية معقدة جدا".
وأضاف: "أؤمن بأن السعودية لم تكن البادئة بهذه الحرب، لكن الأمر كان من واشنطن".
تلك السياسة كانت توصف بأنها قصيرة النظر من الولايات المتحدة تجاه اليمن، لأنها تهتم فقط بتخفيف الكارثة الإنسانية دون معالجة الأسباب الحقيقية للصراع.
في السياق، قال السفير الأمريكي الأسبق في اليمن، جيرالد فايرستاين، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان يؤمن بشدة بأن يكون لأمريكا دور في إنهاء الصراع اليمني، لكن قدرة واشنطن كانت محدودة على أن يكون لها تأثير مباشر في الحوثيين.
وتابع: "عندما انتهى عهد أوباما، وتقلدت إدارة ترامب السلطة، لم تستمر الإدارة الأمريكية في هذه المبادرة، وتعاونت مع السعوديين والإماراتيين بشكل أقرب".
وقال: "نحن ندعم الشرعية، وتوجيه الدعوات للحوار والمفاوضات بين الحوثيين والحكومة لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية التي أثرت على كل اليمنيين، ولا ندعم الحوثيين نهائيا".
ويذكر تقرير "عين أوروبية على التطرف" أن جميع الضغوط الأمريكية موجهة ضد السعودية، باعتبار أن الحرب بين المملكة والحكومة الشرعية اليمنية من جهة، وإيران والحوثيين من جهة أخرى.
ويعتبر التقرير، أن الضغط الأمريكي يستند إلى اعتقاد غير صحيح، هو أن الحوثيين على استعداد للتفاوض على اتفاق لتقاسم السلطة.
وأضاف أن المجتمع الدولي يتعامل مع الحوثيين كحركة سياسية شرعية، لكنها في واقع الأمر جماعة انقلابية سيطرت على السلطة في صنعاء بقوة السلاح، واستولت على أسلحة الجيش اليمني، وفيها الصواريخ، وبعض الطائرات.
وتابع: "مبادرة كيري سعت لنقل السلاح لقوى أخرى محايدة لم تسمها، ونقل الصلاحيات لنائب رئيس توافقي. وأشار إلى أن كل ذلك كان محفّزات للحوثي بعد أن كان مكبّلا بقرار يصنفه بأنه جماعة انقلابية، ويجب أن يسلم السلطة دون شرط، ثم أصبح عمليا قوى موازية للسلطة الشرعية.
وانتقد التقرير الانتظار الدولي لانخراط الحوثيين في مسار السلام، رغم أنهم غابوا عن المحادثات الدولية في سبتمبر 2018 مما أدى إلى إلغائها، وعرقلوا مفاوضات سبتمبر 2019، ورفضوا في 2021 الاجتماع مع المبعوث الأممي.
ولكن حسب وكالة "أسوشيتد برس"، عرقل الحوثيون نصف برامج المساعدات الأممية في فبراير 2020. وقبلها بعام، وجدت الأمم المتحدة أن حوالي 133 مليون دولار، من إجمالي مساعدات بلغت 370 مليون دولار تسلمها الحوثيون لم تخضع للتدقيق.
وأضاف: "أؤمن بأن السعودية لم تكن البادئة بهذه الحرب، لكن الأمر كان من واشنطن".