الصديق الواشي هل مرض أم عقيدة حياة؟

> الوشاية سلوك مشين تزج بالآخرين في مشاكل كبيرة خاصة عندما تكون كاذبة ومنقولة إلى وكالة استخبارات بلدك، أو ضدك في دولة أجنبية ومن واشي من أبناء بلدك امرأة أو رجل، أناني أو غير قادر على التمييز بين الخطأ والصواب أو وغد، لذلك الواشي له تسميات غريبة في عدن يطلق عليه بــ (النامس) وفي رومانيا turnator في روسيا стукач، أما في أمريكا sneak.

ذات يوم من صيف 2005 كنت جالساً في إحدى كافتيريا محطات القطارات في دولة أوروبية وكان بين الحاضرين بالصدفة شاب عربي يتكلم بصوت عالٍ في تليفونه، ومن لهجته كان يبدو أنه من الجنسية العراقية أو الخليجية، كان غاضباً وعلى وجهه علامات خوف، لأنه كان ينظر في وجوه المسافرين وخلفه، اقتربت منه وقلت له صوتك عالٍ وأنت تكرر جملة أنتِ وشيتِ بي يا ( ) أني ماني إرهابي.

شاب يمني آخر تعرفت عليه في بريطانيا وكان قادم من دولة أوروبية غربية واستغربت كيف ترك ذلك البلد الغني والحاصل فيه على جنسيته ليأتي إلى بريطانيا ليعيش عيشة أقرب إلى لاجئ، وعندما سألته عن سبب عدم عودته إلى دولته الأوروبية رفض الإجابة عن سؤالي.

شاءت الأقدار أن ألتقيه في اليمن وقد بدا عليه التعب والمرض النفسي، فقال لي إنه عاد إلى اليمن بسبب وشاية كاذبة من شاب يمني كان في نقاش مازح معه عن الدين والجهاد، ليتفاجأ بعدها بأنه ملاحق من قبل استخبارات تلك الدولة الأجنبية، وتم القبض عليه والتحقيق معه أكثر من مرة، توفى هذا الشاب في بداية هذه السنة في عدن بمرض كورونا وهو يحلم بالعودة إلى الدولة الأوروبية التي يحمل جنسيتها.

الوشاية سلوك ناتج عن انخفاض احترام الذات وسلاح مقزز يلجأ إليه بعض الناس ضعفاء النفوس ومنهم مواطنون عرب في الخارج ولأهداف شخصية رخيصة، وبالمناسبة أساليبهم مكشوفة وأحياناً يصبحون ضحايا، وربما يوعدون أثناء تجنيدهم من رجال الاستخبارات بأن المطلوب منهم هو قدر ضئيل من المعلومات غير السرية مقابل المال أو تسهيل الإقامة أو الجنسية ويعدونهم بعدم الإزعاج بعد تلقي البيانات، وربما بعد ذلك يقع "المجند" في مستنقع لا يستطيع الخروج منه ، كما لو كان متسخًا بالفعل ويصبح بعدها دمية في يد رجل استخبارات ذكي.

يجب الفصل بين المخبرين التنفيذيين الذين هم العمود الفقري والسكر والملح والخبز لأنشطة البحث العملياتي لجميع أجهزة الشرطة في العالم، ومن دونهم لم يكن من الممكن حل 99 % من الجرائم وبين الواشي الذي يفتقر إلى الانضباط والوعي الذاتي والاستقامة وعدم المسؤولية تجاه الصديق والجيران والزملاء وصاحب العمل والحكومة.

أي بلد أنت فيه هو بلدك وعليك احترم قوانين وعادات وتقاليد هذا البلد، قف معه ومع شعبه وطنياً وإنسانياً بأمانة وإخلاص دون الحاجة إلى تجنيدك أو بيع نفسك ووطنك وأهلك وأصدقائك، ولا تنسى أن هذا البلد فتح لك أبوابه ورحب بك وأعطاك الأمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى