​حضرموت بين الاصطفاف والاختطاف

> لم تمر حضرموت في عصرها الحديث بمرحلة أسوأ مما هي عليه الآن سياسيا واجتماعيا وخدميا، على الرغم مما تنتجه يفوق 70 في المائة من إجمالي دخل الدولة الواقعة تحت ظلالها احتلالا، ناهيك عن ما ينهب بشكل فردي لجيوب المتنفذين من قوى الاحتلال.
لقد وعى الحضارم ذلك النهب والتدمير الممنهج لثرواتهم وأرضهم، فبادروا بانتفاضتهم التي أطلق عليها الهبة الحضرمية نتيجة حتمية لاغتيال رموز انتفاضتهم، ومنهم المقدم سعد بن حبريش العليي، فكان الإجماع الحضرمي بوادي نحب إعلان الهبة، المتوج بانعقاد مؤتمر حضرموت الجامع، وما تمخض عنه من قرارات ومخرجات، أجمع عليها كل الحضارم في الداخل والخارج، بعد مخاضات عسيرة كادت تعصف بالمؤتمر من قوى الاحتلال ومشاريع الأقلمة الهادفة إلى عدم توحدهم، ولهذا ذهبت هذه القوى إلى حرف المؤتمر عن أهدافه والسيطرة على قيادته وتجميد قراراته وتعطيل هيئاته المؤسسية، ونجحت في ذلك إلى حد كبير، مما أعاد حضرموت من جديد إلى حضيرتهم ومربع احتلالهم، وشلت القوى القبلية المتمثلة بالحلف من خلال بث الخلافات بين شيوخها ومقادمتها الحضارم.

وأعادوا تقسيم حضرموت إلى ساحل ووادٍ وهضبة وصحراء، وكونت لهم القوة العسكرية الضاربة في الوادي تحت مسمى المنطقة الأولى، بينما شكلت النخبة الحضرمية قوة الساحل، وسارت حضرموت باتجاه تمزيق وحدتها مع وضع مزري في جوانب خدماتها، ومحاولة حرفها عن محيطها الجنوبي الطبيعي في ظل الصراع السياسي مع قوى الاحتلال اليمني.

لقد تداعت كثير من القوى الحية السياسية والمجتمعية لاستشعار هذا الخطر المحدق بحضرموت محاولة منها إلى عودة الحضارم إلى مؤتمرهم الجامع، والتمسك بقراراته وتصحيح هيئاته من خلال مؤسساته، والعمل كفريق وطني واحد لترتيب أولويات تلك المخرجات، مع ترتيب أوضاع حلف حضرموت وتجديد قيادته بشكل دوري، يناط به القيام بتعزيز اللحمة الاجتماعية الحضرمية، بما يمنع محاولات الاختطاف للقرار الحضرمي من بين أبنائه في التسويات السياسية القدمة.

ونحن على مثل هذا الحال، وبما نرى من وجود عودة ظاهرة بروز المكونات الهلامية من جديد، نرى وجوبا أن تنبري القوى الحية والفاعلة داخل مؤتمر حضرموت الجامع للحيلولة من هذا الاختطاف، وعودة الاصطفاف الوطني إلى مرحلة التأسيس، وتنفيذ قراراته التي كان للقاء الحضارم العام بحرو البادرة الأولى نحو ذلك الاصطفاف، وعودة تصحيح مسار المؤتمر من أجل ضمان حقوق حضرموت مجددا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى