ضجيج تنموي في التواصل الاجتماعي

> يتبارون في تمجيد حالة "تنمية خارقة" يظن متابعها البعيد عن شبوة، أنها وضعتها على أعتاب العصر‏، تنمية كما يصفونها و "البلاد تعيش حرب اقتصاد منهار، موانئ معطلة مطارات مغلقة وقلاقل وفوضى ومنشأة بلحاف محتلة، شركة جنة هنت متوقفة شركة العقلة تصدر 12 ألف برميل، الحوثي يهاجم التهديد من كل مكان.. إلخ" هذا جزء من توصيفهم.. إلخ.

المعلوم في أبجديات التنمية أنها مال ثم مال ثم إدارة بالمؤسسات وليس بالبدرومات، وليس كلام في التواصل الاجتماعي ومقارنات "س" مع "ص" لتضليل الرأي العام.
فهل نزلت مخصصات التنمية في زنابيل من السماء، أم أنها تمر عبر غرابيل فساد دولة فاشلة وتكليفات البدرومات؟

انتبهوا من معايير النزاهة أو معايير "الخليفة" الذي بسبب أمانته فاض المال في بلاد المسلمين حدثونا بمعايير دولة فساد مازالت صاحبة قرار المال والوظيفة والتنمية، وعملتها منهارة وشعبها في مجاعة، علماً أن لو تحررت صنعاء أو حتى "عمران" ستعود "حليمة لعادتها القديمة" في المركزية ولن يكون بن عديو في الزمن الإخوانجي في شبوة أفضل من "بن قرعة" في الزمن العفاشي، فـ "جعجعة" التنمية فتات من حقوقنا بلا ضوابط دستورية وإدارية لديمومتها، فالأصل مركزيتها، و "جعجعتها أكثر من طحينها" ليست إلا رشوة عواطف لتسويق حزبي إخواني يمني قاعدة رفضه في اتساع في شبوة.

ترددون أن بن عديو نفذ 500 مشروع في عامين، أي أنه نفذ مشروعاً كل يومين، هذه تنمية ما حصلت في أسرع بلدان العالم نمواً، وبالتالي فإن مراكز دولية ترصد التنمية ستحضر وستشيد بها وتقدمها تجربة تنموية فريدة يجب تطبيقها في العالم، كيف لا؟ وهي تنمية أسطورية ليست لدولة مستقلة، بل في محافظة تُحكَم بسلطة محلية والبلد في حرب والعملة في الحضيض والشعب في مجاعة فتاتي هذه التنمية فجأة في شبوة دون سواها، التي لو حصلت فإن آثارها ستنعكس على الوضع المعيشي والاستثماري والتجاري للمحافظة، ولن يظل المواطن الشبواني يراقب تسعيرة الصراف "بو حسين" لصرف الريال وما يلحقه من ارتفاع سعر الدقيق والطحين والزيت، أما التحسينات فقد تركتها تقريباً معظم الأسر ضريبة التنمية الخارقة.

التنمية ليست "هريف" في التواصل، فالكهرباء الغازية انتهت فترة إنجازها وما أنجزوها ما يعني أنها من مشاريع "الزعبقة"، ومعظم الطرق توقفت في الكيلو الأول "ردمية"، وجسر "السلام" أقاموه على الأساسات الصينية للجسر القديم، وبقي سفلتت الشارع الرئيسي في عتق وتجميله.

أنشأوا عليه بوابتين وعملوا حفريات يقال إنها للصرف الصحي بمقاس 12 هنشاً لا تصلح لمياه صرف صحي لحارة في عتق، وما دخلت الحفريات الحارات يعني "تنمية دفن المواسير" أما بقية المشاريع التنموية -إن صحت- فما زالت كلاماً في كلام كـ "مواعيد عرقوب" المشهورة عند العرب، فكيف وهذه التنمية يروج لها حزب يخدع الناس بالله وما زال البعض ينخدع له.

أبناء شبوة يعالجون مرضاهم في حضرموت وعدن وصنعاء وأسعار الخدمات في مستشفى عتق الحكومي تجاوزت أسعار مستشفيات القطاع الخاص، فلو جلبوا بعثة طبية دائمة على غرار البعثات الصينية ستكون تنمية حقيقية للمريض وذويه، لكن هذا النوع من التنمية لا يمكن تصويره، ولا يمكن أن يراه المواطن مثل الحفريات والسفلتة في الشارع العام.

شكراً بن عديو على جهودك التنموية لكن هناك وصمة سوداء، أنت المسؤول عنها لا ينبهك مستشاروك لخطرها مثلما يمجدون تنميتك وهي تتعلق بكرامة الإنسان أي إنسان ولو كان عدوك، احفظها يا صاحبي بعيداً عن سطوة المليشيات، تداركها لو أن الأمر بيدك على الأقل اجعلها قضية لكرم منبتك.
شكرا لك، فقد التحق بك فئة "طبالين" يتضاءل أمامهم "الدواشين التقليديين" الذين يقف أحدهم في السوق -طمعاً في فتات صاحب جاه - مادحاً: "يالجيد يابن الجيد يابن قضام الحديد".
ورغم ذلك فبصماتك سلباً وإيجاباً ستظل في الذاكرة الشبوانية سواء اتفقنا أو اختلفنا معك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى