الجريمة المنظمة معالم وآثاراً خرافة أم معتقد؟

> الجريمة قديمة قدم التاريخ وهي الشر الكامن في وجدان البشر، وأول جريمة في الدنيا هي جريمة قتل هابيل لأخيه قابيل الذي عجز حتى أن يواري جثته فعلمه الغراب كيف يفعل ذلك بأمر الله، لذلك لم يكن من الهين أن نرى إنساناً يقتل آخر في مشهد كان درامياً لأول وهلة لبدء الخليقة، ذلك العجز الذي أصاب أول بني البشر في اقتراف جريمته لأنه أنكر على أخيه قربه من خالقه فتعهد قتلة (بدم بارد)، وكانت تلك أول جريمة تسفك فيها دم بشري على وجه الأرض، لقد تعاظم هذا المشهد يوماً عن يوم مع تطور الحياة البشرية وتعدد أنماطها وأشكال السلطة والنظم السياسية حتى أضحت الجريمة عبارة عن قرار وحكم يتشكل معه نظام وأدوات وإدارة تعمل على تسييره ليصبح للجريمة عنوان بارز ومنظم في حياة البشر.

ومع هذا التعدد والتشكل الذي أفرزته الحياة في تطورها ونمائها زادت في المقابل وتيرة الجريمة وتصاعدت إلى أن أصبح لها أدوات وأشخاص يرتدون البدلات الأنيقة ويحملون الهواتف الذكية ويستخدمون النظم الإلكترونية ويعملون على تطويعها لصالح أغراضهم التي بات لها شأن لا تنكره أحدث أجهزة الأمن والمخابرات في العالم أجمع، فكل تطور يقابله تطور آخر وكل سعي خبيث يقابله سعي حميد يحد من تقدمه واستفحاله في المجتمع الذي تعددت أشكال الفساد فيه لذلك نقول، إن للجريمة معالم وآثاراً متعلقة بها، وليست مجرد خرافة اليوم ولا هي معتقد ذات حرمة وقدسية بالأمس؟ لذلك علينا أن نكون متأكدين من أنه ليس بين المعتقدات التي نتعلق بها اليوم أشد التعلق بما يستحق أن يطلق عليه لفظ خرافة، فالخرافة قد تعمر حتى عند أولئك الذين يتصفون في نواحي تفكيرهم الأخرى بالاستواء والتعقل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى