حضرموت وانتفاضة الأرض والكرامة

> لم يعد الوقت يعطي الحضارم فرصاً جديدة للصبر عند الوصول إلى خطوط التماس مع الفقر وتردي أوضاعهم الأمنية، حيث لا مجال للركون على قيادات رهنت نفسها لدوائر فساد الاحتلال اليمني الجاثم على أرضها منذ قرابة ثلاثين عاماً، وباعت دماء شهداء ضحوا من أجل عزة وكرامة حضرموت.
ومنذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات ظلت قوى النهب والفيد الاحتلالية لحضرموت تنهب خيرات أرضها من باطنها، وتماهت مع دول التحالف في مسألة التعاطي مع هذا النهب، وباتت بقوة العلاقة المتواجدة معهم مستمرة بذلك النهب بالوقت الذي تزداد فيه معاناة أبناء حضرموت المعيشية سوءاً حتى وصلت إلى الحد الذي لا يطاق.

لقد تداعت القوى الخيرة من قبائل ونخب المجتمع المدني في إعادة تصحيح الوضع الذي آل إليه مؤتمر حضرموت الجامع وبعثه من سباته، فقررت تشكيل الكتلة لحلف وجامع حضرموت من أجل الجنوب ودعت إلى لقاء حضرموت العام بمنطقة حرو لتدارس الأوضاع التي وصلت إليها حضرموت وخرجت بجملة من القرارات التي تهدف إلى إعادة تصحيح الأوضاع وانتشال حضرموت مما هي فيه من عبث وتردي معيشي لا يطاق، حيث كلف المجتمعون تعيين لجنة لمتابعة تنفيذ هذه القرارات وانبثقت عنها لجان متابعة لتنفيذها حتى يرتبط القول بالفعل ونجم عنها لجنة التصعيد بعد مرور شهر وهي المهملة التي حددها لقاء حرو وباتت في إطار التصعيد الآن الذي نشاهده فعلاً على كل أرض حضرموت.

إن حضرموت اليوم تجدد هبتها التي وئدت وانطفأت جذوتها وها هي اليوم بكل أبنائها وشرائخها المجتمعية قد بينت للعالم مدى النهب الذي تتعرض له في العبث بثرواتها لحساب قوى وأفراد متنفذة باتت تسيطر على خيرات هذه الأرض وأهلها يموتون جوعاً ومحرومة من أبسط الخدمات تحت ذريعة شحة الإمكانيات التي انكشف زيف الادعاء بها.

اليوم باتت الكرة في ملعب أبنائها بكل قواهم ومكوناتها في الذود عن حقوقها والالتزام بأهداف هذه الانتفاضة التي تدافع عن الأرض وكرامة الحضرمي ولا عزاء لكل متخاذل رضي بالفتات مما ينهب في جوقة هذه القوى الاحتلالية المتنفذة والمتسلطة على خيرات حضرموت التي تنهب علناً دون حياء وهي الفرصة الأخيرة، فالحقوق تنتزع ولا توهب بالطلب من يد من لا يفهم إلا منطق القوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى