صوت الكرامة

> هبّت رياح الوادي وحملت لحون الدان وتباريح " سعاد" وشجن المكلا: صباح الحرية يا نحل دوعن وعذق النخيل، صباح يفوح في رُبانا بريح اللُّبان العربي الأصيل.

للشحر يا قومنا شحرور يُغنّي "يا رادّ يا عوّاد"، وتسعد حضرموت بصوت الدان وتغاريد بلبل "السِّدر".

لنا الخير من تمرٍ ومن عسل، وإذِا النّهابة يحرموننا عطاء الأرص، من ثَمَر وادينا الخصيب، وبلدي كلُّه جنى.

إذا تحرّك الحضرمي غنّت له الدنيا "أصيل والله أصيل".

هو يريد حقّه، عرفه الناس حلو المعشر، يؤثِر ولا يستأثر، جواد يهبُ للوطن كلّه، لكنه يبغض "اللصوص"، لأنه كريم الخُلق، ما سمعنا أن حضرمي سطا على حق الناس أو طغى وبغى.

سال نفط المسيلة إلى مدينة حدّة في صنعاء وشيد به قصور من زجاج ورخام، بينما صبوح الحضرمي بضع حبّات خمير وفنجان شاي أحمر.

كان خُلق القناعة قيمة جنوبية على مر الزمن ،نرضى بالقليل ونفرح باليسير ،لكن "اللص" كشّر أنيابه، وتاجر بحقنا المنهوب ليصنع مجده على حساب بطوننا الجائعة.

لا شيء سيوقف هذا المد الحضرمي، حتى يأخذ الناس حقهم ويستعيدون الكرامة.

هل سمعتم عن حضرمي صادر حق شمالي يعمل في بلدته، هل طرده أو عنّفه؟

حتى قاطرات اللصوص ظلت تصول وتجول وابن سيئون والدّيس يلزمان الصمت كذاك الصبور الحليم الذي يتشبّث بالأمل ويحفر في الجدار عساه أن يفتح نافذة إلى النور.

يعرف الناس عن ابن حضرموت أنه ساح في الأرض بخلقه، لا يطغيه الغنى ولا يزري به الفقر، هو أنموذج للمرؤة والبساطة، لسان حاله:

فما زادنا فخراً على ذي قرابةٍ

غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقرُ

فمن الذي ترك الحضرمي ينعم بخير أرضه ويغنى بثروته؟

لقد نصب كُبراء القوم لوحة عشية حرب 94 مكتوبٌ عليها "الجنوب للنهب والفيد"، وقد كُنّا وطناً، ومارس أولئك لعبتهم منذ ذلك التاريخ الماضي إلى زمن الشرعية الحاضر.

لكن صوت الكرامة سيدوي وسط مواكب الزحف حتى يُعاد الحق المسلوب، "إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى