نجيب يابلي الشيخوخة التي لا تنسى

> وجع ما مثله أوجاع أن يكون نجيب يابلي الكاتب مريضاً يبحث عن الدواء والعلاج في القاهرة التي عرفها منذ شبابه وتسكن قلبه وتحيا في ثقافته وعنفوانه.
إنه الرجل الذي تعرفه عدن وهو يحكي عنها ويتألم مثلها تماماً، ولا يضع قلمه من يده إلا حين يصمت ويتفكر كيف يكون النفاق طريقاً يعبره البعض، وما قصة التنصل أحياناً وفساد الأدمغة المدمنة للتخريب والارتهان.

إن لم نعد أوفياء لمثل هؤلاء الرجال فإننا سنخسر ذاكرة حية فينا، ومن حق أمثاله علينا ألّا نخذلهم حين يسندون ظهرهم إلينا أياً كانوا ومنهم أستاذنا العدني الشجاع نجيب يابلي، وهو لا يسأل عن كل أصناف المفسدين وتجار الموت والكهنة المتدثرين بالسياسة بل يخاصمهم، لأنه يقف مع من هم يحتاجونه ويبحثون عما يكتب، ويلتقطون ما ينشر من أفكار واقعية حقيقية تحتاجها عدن وأهلها وفقراؤها.

كان صوتاً عدنياً ناقداً ومحاوراً جيداً في كتاباته، يجعل من مساوئ السياسيين هدفاً، ومن أضرار الخذلان لعدن مواضيع يكتبها قلمه وحلقاته وجلساته، لا يمل ولا يترك الباطل يمضي دون أن يعاتبه، ويناصر البسطاء بما يلاقون من عبث في تأخر المعاشات والأمراض والأوبئة الرواتب والخلل الأمني والخوف من الظلام والسلاح المتناثر ونهب الأراضي.

كان نجيب بحقٍ نجيباً وإنساناً ومقاوماً لا يكل ولا يتوقف، ولن يتوقف إطلاقاً.
في خضوعه للعلاج الآن، شفاه الله وأمده بالصحة والعافية، وهو الذي أنهكته ملاحقة كل التقصيرات التي طالت الناس ومتطلبات حياتهم، ونسي صحته ومعاناته.

كان يتألم ويئن لكنه يصبر على الأوجاع وينظر إلى أبعد من جسده وشيخوخته المنهكة كل هذه السنوات، وكل ما أصاب عدن كان وجعه الأكبر.

يستحق نجيب يابلي منا ما يجب أن يعادل مكانته بيننا بثقله الكبير، لأنه جعل قلمه سلاحاً ساخناً في وجه الإهمال لعدن وكل مكان من يافع إلي المكلا ودوعن وسيحوت وبيحان، يسهر الليل ويفتح المراجع ويكتب وهو قابع في خندق المواجهة والناس نيام وحين يستريح يلتفت حوله ويسأل عن حال أصحابه وأهل عدن قبل نفسه، وإني أرى أنه هو الأولى بأن نصونه ونحفظ صحته ونثبت أننا نحب المخلصين والشرفاء لأنهم وجه الوطن ومن مناضليه الحقيقيين.

نجيب يابلي شيخوخة تقاوم المرض ويد الله معه ودعواتنا له بأن يعود إلينا بإذن الله إلى عدن ليعيد لنا صوت القلم وبشارة الكلمات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى