المصور الصحفي "محمود العتمي" يروي لأول مرة تفاصيل مخطط اغتياله

> أبوظبي «الأيام» العين الإخبارية:

> في أربعينية تأبين الصحفية اليمنية رشا الحرازي، لا تزال مشاهد جريمة الاغتيال الحوثية الأبشع عالقة في أذهان اليمنيين والعالم بأسره.
وأودى انفجار عبوة ألصقت بسيارة الصحفي محمود العتمي في 9 نوفمبر الماضي بالعاصمة المؤقتة عدن، إلى وفاة زوجته الصحفية رشا الحرازي وجنينها أثناء توجههما إلى المستشفى لإجراء فحوصات ما قبل الولادة، في جريمة هزت الرأي العام.

الصحفي محمود العتمي الذي نجا من الانفجار بأعجوبة، وأصيب بشظايا وكسور متفرقة في جسده، كشف في لقاء خاص مع "العين الإخبارية" تفاصيل تُنشر لأول مرة عن الإرهاب الحوثي العابر للحدود.
وذلك عقب تصنيف تقرير حديث لـ "مراسلون بلا حدود" اليمن كثالث أخطر بلد في العالم للصحفيين، فيما سجلت نقابة الصحفيين اليمنيين 1359 انتهاكاً حوثياً ضد حرية الصحافة منذ الانقلاب على الشرعية أواخر عام 2014.

تماثل للشفاء
يتلقى المصور والصحفي المتعاون مع قناتي "العربية" و "الحدث"، العلاج في أحد مستشفيات أبوظبي، في دولة الإمارات.
وقال العتمي لـ "العين الإخبارية"، إن حالته الصحية في تحسن مستمر ومن المتوقع أن يتماثل للشفاء الكامل خلال أيام، مشيدًا بالموقف المشرف للأشقاء الإماراتيين في تقديم كامل الرعاية الصحية له واستضافته في بلادهم.
وأضاف أنه واجه خلال الحادثة "لحظات لا يمكن لأحد أن يتخيلها"، لكن التفاف الناس حوله وحبهم والتضامن الواسع معه خفف عنه الكثير من الألم.

الصمت أو الموت
الصحفي اليمني المكلوم أوضح أن نشاطه الإعلامي تركز على كشف الجرائم التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد اليمنيين، وتغطية هزائم المليشيات في جبهات القتال.
وكشف العتمي عن محاولة الحوثيين إسكاته بوسائل شتى، منها التهديد بالتصفية ومضايقة واعتقال أقاربه وأصدقائه في مناطق سيطرة المليشيات، كما حاولت أيضاً شراء صمته واستمالته.

وأشار إلى أن المليشيات الحوثية بعد أن عجزت عن إسكاته، شرعت في تنفيذ مخططها الإجرامي بجمع معلومات دقيقة عن مكان سكنه في عدن، وعن أرقام لوحة سيارته.
ولفت إلى أن المخطط الحوثي تزامن مع تغطيته لمعارك تحرير محافظة البيضاء في جبهتي الزاهر والحازمية، حيث كان أول من واكب انتصارات القوات الحكومية والمقاومة اليمنية ورصد انكسارات المليشيات الحوثية في إحدى أهم الجبهات.

كما كان الصحفي العتمي أول من أثار قضية إعدام الحوثيين 9 مواطنين بمحافظة الحديدة بتهم ملفقة في سبتمبر الماضي، وكشف العتمي عن زيف الاتهامات الموجهة للضحايا، ما أثار بركان غضب شعبي في وجه الحوثيين.
وأشار إلى أن هذه الجريمة كانت واحدة من الكثير من قضايا الانتهاكات الحوثية التي كشفها للرأي العام، وأوصلها إلى أعلى المستويات عبر وسائل الإعلام والمنظمات الدولية.
والصحفي العتمي خريج الإعلام بجامعة الحديدة، وقد تعرض للتوقيف لدى مليشيات الحوثي أكثر من مرة، إثر وشايات كاذبة أدت إلى تشريده، ضمن انتهاكات المليشيات ومضايقاتها لطلاب الإعلام.

التمهيد للاغتيال
في ظل النشاط الإعلامي المؤثر للصحفي محمود العتمي، اتخذت مليشيات الحوثي خطوة استباقية للجريمة بإجبار عائلته على توقيع ورقة تتبرأ فيها منه.
وأوضح العتمي أن هذه الجريمة التي لم يسبق لها مثيل منذ اندلاع الحرب في اليمن، هدفت إلى حرمانه حتى من حق إقامة عزاء له في منزل والده الواقع في مناطق سيطرة الحوثيين.
بل إن المليشيات الحوثية سعت إلى اغتياله معنويًا وجسديًا، وتقديمه في صورة المنبوذ اجتماعيًا، لكن انقلب السحر على الساحر وظهرت حقيقتهم السوداء كما يقول العتمي.

تحقيق مفتوح
وقال العتمي إن الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن تقوم مشكورة بدورها، وما زلنا ننتظر نتائج التحقيقات.
وأضاف: "لم يصلنا شيء حتى الآن من جهة رسمية عن النتائج النهائية للتحقيقات، لكن ثقتنا كبيرة بالأجهزة الأمنية وبأنها ستكشف عن جميع المجرمين المتورطين".

وكانت الأجهزة الأمنية في محافظة عدن قد كشفت مطلع الشهر الجاري عن تورط مليشيات الحوثي في جرائم الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها عدن مؤخراً وراح ضحيتها عشرات المدنيين.
وكشفت التحقيقات عن تورط خلايا تابعة لمليشيات الحوثي في تفجير موكب محافط عدن وتفجير بوابة المطار.

ويؤكد الصحفي العتمي أن جريمة اغتيال زوجته وطفله هي صورة مصغرة لجرائم الحوثي بحق اليمنيين.
وأردف، "حلم الشهيدة رشا الحرازي بالحياة في أمن وسلام، مثل أحلام ملايين اليمنيين التي تطالها يد الإرهاب الحوثي منذ 7 سنوات، فالحوثي مشروع موت وخراب".
ودعا العتمي جميع اليمنيين إلى عدم الرضوخ لمشروع الحوثيين، قائلاً: "يجب أن تتطهر منهم البلاد شمالاً وجنوباً حتي تعود إلى أمانها واستقرارها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى