هل تجد السعودية طريقاً بديلاً عن مطار صنعاء لإيصال المساعدات؟

> ​

مع إعلان التحالف العربي رفع الحصانة عن مطار صنعاء الدولي، وشنه غارات جوية استهدفت مواقع تستخدم لإدارة نشاط المسيّرات المفخخة، أعلنت جماعة الحوثي إغلاق المطار أمام الرحلات الإنسانية والأممية التي ما زالت هي الوحيدة التي تهبط في مدرجه.

ويتهم التحالف العربي الحوثيون بتحويل مطار صنعاء إلى نواة رئيسية لعملياته العسكرية واستخدامه في إطلاق الطائرات المسيرة التي يهاجم بها السعودية، إضافة إلى استخدامه كمراكز للتدريب.

وفي خطوة جديدة أبدى التحالف استعداده لنقل الإغاثة من نقاط الوصول للداخل اليمني بإشراف الأمم المتحدة، وهو خيار قد ترفضه جماعة الحوثي، وسط ضغوط دولية لتجنيب مطار صنعاء التصعيد العسكري.

مغلق للمرة الأولى

بعد مرور نحو 7 سنوات منذ اندلاع الحرب في اليمن، أعلنت جماعة الحوثي، في 21 ديسمبر 2021، خروج مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرتها عن الجاهزية إثر غارات جوية شنها تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية.

وقال "رائد جبل"، وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد التابعة للحوثيين، إن "طيران التحالف استهدف بشكل مباشر مطار صنعاء الدولي بعدد من الغارات، ما أدى إلى خروجه عن الجاهزية"، وفق وكالة "سبأ" التابعة للمليشيا.

وزعم أن هذا الهجوم "يهدف إلى إعاقة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب اليمني وعرقلة رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن".

هذا الإعلان جاء بعد إعلان التحالف، في بيان، أنه "استهدف 6 مواقع (في المطار) يتم استخدامها لإدارة نشاط المسيّرات المفخخة وتدريب العناصر الإرهابية على الطائرات، ومقر سكن المدربين والمتدربين، ومخزنين للمسيرات المفخخة".

وهذه هي المرة الأولى التي يتم إغلاق المطار أمام الرحلات الإنسانية والأممية، حيث لا يسمح التحالف العربي، منذ منتصف 2015، بدخول أي طائرة إلى مطار صنعاء، باستثناء الطائرات الأممية التي تنقل مساعدات إلى صنعاء، أو لمسؤوليها والمبعوث الأممي الذي يقوم بزيارة للقاء قيادات الحوثيين.

التحالف والمنظمات الدولية

عقب إعلان الحوثيين، سارع التحالف العربي إلى إعلان جاهزية المطارات السعودية لاستقبال الطائرات الإغاثية في ظل إغلاق الحوثيين لمطار صنعاء الدولي، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".

وبينما أشار إلى أن المطارات اليمنية "خيار لوجهة طائرات الإغاثة" وأنه جار التنسيق حول ذلك مع الحكومة الشرعية باليمن، أبدى التحالف استعداده لنقل الإغاثة من نقاط الوصول للداخل اليمني بإشراف الأمم المتحدة.

أما الأمم المتحدة فقد قالت إن  مطار صنعاء الدولي لديه القدرة على استقبال رحلاتها رغم الأضرار التي تعرض لها.

وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، في إحاطة إعلامية، حسب موقع الأمم المتحدة، "ضربت عدة غارات جوية ما لا يقل عن ست مناطق في مطار صنعاء الدولي في اليمن. زار فريق أممي مطار صنعاء اليوم لتقييم الأضرار".

وأضاف: "تم تدمير ثلاثة مبان، ومع ذلك قدر الفريق أن رحلات الأمم المتحدة يمكن أن تستمر، حيث لم يكن هناك أي ضرر لبرج المراقبة أو المدرج أو الممر".

هدف عسكري

يعتقد المحلل السياسي ناصر السروري، أن إعلان التحالف إسقاط الحصانة عن مطار صنعاء "يعني أنه تحول إلى هدف عسكري مشروع، بعد ثبوت استغلاله لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين وسط مرأى من الأمم المتحدة".

ويضيف لـ"الخليج أونلاين" أن هذا الإعلان "يقودنا كذلك إلى القول إن المبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية دخلت مرحلة أكثر تعقيداً، ولن يسمح بفتح المطار إلا وفقاً لبنود هذه المبادرة".

ويرى أن التحالف تجاهل بشكل كبير ما يحدث خلال الفترة الماضية، من تحويل الأمم المتحدة طائراتها إلى خدمة للحوثيين، مضيفاً: "وللأسف الحوثيون لا يتورعون عن استخدام أي مكان للأغراض العسكرية".

ويقول: "على التحالف أن يصر على أن تتحول الرحلات الجوية إلى أراضيه لتفتيشها قبل الهبوط في مطار صنعاء، وبعد مغادرتها أيضاً من المطار، ووقتها ستثبت حقائق كثيرة، من بينها أن عمليات تهريب قيادات الحوثيين ستتوقف".

ويضيف: "الحل الآخر أن تهبط هذه الطائرات في مطار سيئون للتفتيش، أو تكون بديلة لصنعاء بحيث يتم نقل المساعدات منه بدلاً عن مطار صنعاء الذي أصبح معروفاً للجميع تحوله لقاعدة عسكرية وسط معرفة تامة من الأمم المتحدة ومنظماتها المتواطئة مع الحوثي".

اتهامات للأمم المتحدة

في نوفمبر الماضي، وجه الناطق باسم التحالف العربي بقيادة السعودية، العميد تركي المالكي، اتهامات باستخدام مطار صنعاء كقاعدة عسكرية، قائلاً: إن "إيران حولت مطار صنعاء لقاعدة عسكرية، وجعلته موقعاً رئيساً لإطلاق الهجمات العدائية".

وفي اتهام مباشر للأمم المتحدة ومنظماتها، قال العميد المالكي: إن "طهران استخدمت المطار أيضاً لنقل كافة أنواع الأسلحة للحوثيين. وصمت المنظمات العاملة بمطار صنعاء عن انتهاكات الحوثي حياد سلبي".

إلى جانب ذلك، فإن عمليات تهريب القيادات الحوثية والإيرانية من دول مختلفة إلى صنعاء متواصلة، إذ كشفت وسائل إعلامية يمنية في أوقات مختلفة، تورط طائرات الأمم المتحدة في عمليات التهريب.

ولعل أبرز تلك العمليات ما نشره موقع "المصدر أونلاين" اليمني، في 23 سبتمبر الماضي، من أن وزير الأشغال في حكومة الانقلاب، غالب مطلق، وصل على متن طائرة تابعة للمنظمة الدولية إلى العاصمة اليمنية قادماً من دولة عربية.

ونقل عن مصادر مطلعة قولها: إن "مطلق كان في رحلة علاجية إلى بريطانيا استمرت لنحو عام، وعاد بعدها لصنعاء على متن طائرة أممية"، ووصفت المصادر الطائرات الأممية بأنها تحولت إلى "سيارات أجرة حوثية".

وفي أكتوبر من العام الماضي، كشفت وسائل إعلام يمنية عن مغادرة قيادات حوثية صنعاء نحو لبنان عبر طائرات الأمم المتحدة المخصصة لنقل المرضى.

وأشارت إلى أن المليشيا الحوثية ألزمت الطائرات التابعة لمنظمة الصحة العالمية بنقل قيادات حوثية خارج اليمن، من بينهم عبد الله الصبري، الذي أعلنت الجماعة بعدها بشهر، وتحديداً في نوفمبر الماضي، تعيينه سفيراً لها في سوريا.

ولعل أكبر ما أثار الاستغراب هو الوصول الخفي للسفير الإيراني المعين لدى جماعة الحوثيين، حسن إيرلو، الذي توفي مؤخراً، وتساؤلات عديدة عن كيفية وصوله في أكتوبر من العام الماضي، في وقتٍ يراقب التحالف الذي تقوده السعودية كل الممرات من اليمن وإليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى