رسالة إلى المواطن

> لا تكن سبباً للمصائب التي تحيك بك. استيقظ من نوم الغفلة، ولا تؤذي نفسك بيدك.
إنّك عندما تصدق مع ذاتك والمجتمع من حولك فإنك تكرّس فضيلة "الصدق" بين الناس وتنشر قيم الخير.

لا تنسى عذاباتك فتُعاقب من جديد، وابدأ صفحة جديدة مع اقتراب العام الجديد.
لا تطلب تخفيض الأسعار وأنت تخالف "التسعيرة"، إن كنت صاحب بسطة أو حانوت أو مقهى صغير، أو بائعاً متجولاً، فكما تَظلم تُظلم وكما تخالف تصير فريسة لسطوة المخالفين الكبار، ومن تراثنا نتعلم "الجزاء من جنس العمل".

اعزم أمرك في صناعة حياة جديدة تطيب لها نفسك وتخفف خلالها الأثقال عن كاهلك، وتنعم في ظلالها بخيرات بلدك، والتزم مكارم الأخلاق تَسعد وتُسعد غيرك.
إن كنت صاحب باص أو مركبة لنقل الركاب التزام بتسعيرة مكاتب النقل ولا تخالف أو تطمع طلباً بالزيادة خارج القانون.

إن كنت صاحب دكان أو مطعم أو بائع خضار أو سمك بع كما تحب أن يباع عليك ولا تغالِ في السعر، واعلم أنك ستحتاج لشراء مؤونتك من السوق بالسعر الذي يناسب دخلك.
انشر الخير وقل الصدق، والتزم القناعة، وانطق بالحق، والفظ الباطل.

يا مواطن.. لا تدع مجالاً للحيلة والخيانة والكذب وقول الزور في تصرفاتك، واسهم في محاصرتها في سلوك المجتمع، ليصلح الحال ويستقر البال.. "إن الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم".
يا مواطن لا ترضَ بإراقة ماء وجهك، وحافظ على سمعتك، واكرم نفسك ولا تُهنها، واهرب من الحرام ولا تأكل أموال الناس بالباطل.

واعلم أنك كلما فعلت الخير فإنك تسعد وتسعد غيرك وترح ضميرك فينشرح صدرك، وتصير إنساناً كريماً يشار إليه بالبنان.
لا تنسَ أنك كنت تبتاع الطعام في الأيام الماضية بأثمان مرتفعة حتى صرخت وشكوت وتراكمت عليك الديون وبلغت بمعيشتك المشقة مبلغاً لم ترضه، فلم يكن أمامك غير التحلي بالصبر وتلقّي المكاره برحابة صدر، في ظل حرب طاحنة تشهدها البلاد.

يا مواطن.. لربما كان خيراً لك أن تتألم من سعر الدقيق والزيت والدواء وحليب الأطفال في الأيام الماضية لتحاسب نفسك وتشمّر في إعادة صياغة شخصيتك من جديد، فأحياناً تنقدح مع ألم القلب والأعصاب المشاعر فتهتز وتتحرك وتشرئب لمرحلة جديدة من التعافي واليقظة والاستفادة من دروس الحياة والقدرة على الصبر والتجلُّد تجاه المتاعب والأزمات.

إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأهون ما تمرُّ بهِ الوحولُ

أيُّها المواطن.. لتدرك أن بصلاحك صلاح المجتمع، ولربما أصابك الآن شيء من الفرح بعد تعافي العملة الوطنية وخفض الأسعار واستقرار المعيشة النسبي، لكن لا تنسَ أنك أسأت في الفترة الماضية، وإنما تنزل المصائب بسبب الذنوب والسيئات، فتب الآن واستغفر وأصلح الخطأ، تنفرج أمامك المدلهمات وتنفس الكروب، وتخرج من الضيق الذي أصابك.

ولرُبَّ نازلةٍ يضيقُ لها الفتى
ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها
فُرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرَج

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى