هبة الحق الطاغية

> حين نشير إلى حضرموت، نشير إلى تاريخ حافل بعطاء الإنسان، وفقًا السرائر، ومجتمع سكاني شديد التماسك والثبات على الحق، إلى إيمان مطلق برسالة السماء، وقناعات لا حدود لها، وتأبى بالنفس عن المظالم، هكذا هي حضرموت التي لم تكن تشهد على ربوعها سفك الدماء، ولا الحالات الثأرية، لم يخالطها سلوك عبثي قط، على الرغم من محاولات التأثير على نسيجها الاجتماعي، ظلت صامدة صابرة، على الرغم من الألم.

إنها أعلى درجات إيمانهم بالصبر من منظور ثقافتهم الدينية التي يمكنك قراءتها على سيما تلك الوجوه الندية بعمق الحياء وشدة الإيمان، واحترام كرامات البشر، قلوب عامرة بحب فعل الخير، ولا تجد في قاموسهم ما يشير إلى أخذ ما ليس لهم في حق، هكذا خرجت حضرموت عن طور صبرها على الباطل.

تمنح الوطن الجنوبي عمومًا دفقًا ونفسنا نضاليًا شديد البأس باتجاه استعادة دولتنا، والخروج من دوامة ماضي مؤسف، ليس في طيه ما يشير إلى محاسن الطرف الذي استمرأ الظلم والعبث والنهب والسلب بمسالك فساد عارمة فاضحة.. لا تتيح لهؤلاء حتى رفع رؤوسهم والنظر باتجاه أصحاب الحق من أبناء المحافظة الغنية بالثروات الفقيرة من كل شيء بحكم قبضة الظلم غير المسبوق في تاريخها.

صرخة عاتية أفقدت الظالمين صوابهم وخلطت أوراقهم وبعثرت حساباتهم التي بنيت على سياسة التفريق والتفريخ والتقسيم الذي أفقد جغرافية حضرموت.
لأهداف كان الآخر يتوقع حصاد نتائجها ليتفاجأ أن حضرموت التاريخ غير قابلة للانكسار والانكفاء والتمزق وكل ما يتصل بأجندة أولئك الجاثمين عند فوهات النفط ومناجم الذهب والثروات الأخرى.

تجاهل الحق لا يجدي نفعًا فرائحة اللصوص المتفسخة لا تمنحهم ممارسة مزيدًا من الوهم والتظليل أو التباكي على حضرموت كما درجوا على مدى سنوات مضت.
ومن المفارقات اللافتة في هذه الأثناء المصاحبة لهبة حضرموت والمحافظات النفطية عمومًا التي طالما ساوموا على جعلها تغرد خارج السرب الجنوبي أنها باتت تتصدر مشهد نضالاتنا الرافضة لكافة المشاريع التي لا تؤمن باستعادة الجنوب ككيان ودولة.

إنكم أمام معادلة فيها خطان متوازيان لا يلتقيان؛
خط الظلم والنهب والمكر والجبروت ومسار الحق المنتصر بحكم الوعد الإلاهي فكم هي عظيمة حضرموت برجالها وتاريخها الذي لا يقبل الدنس تلك أحقافنا بجغرافيتها وسكانها التي تنبذ الثقافات الدخيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى