المخدرات الرقمية تثير قلق العالم إلا اليمن

> الإدمان هو نمط سلوكي يتضمن تعاطي المؤثرات العقلية عبر المخدرات المختلفة، التي في الغالب هي مكونات كيميائية تدخل الجسم وتؤثر عليه مسببة الإدمان والكثير من العواقب السلبية، لكن عندما يتعلق الأمر بإدمان الصوت الموسيقي، يبدو للوهلة الأولى أن هذا مغازلة غير ضارة بالجسم، لأن الصوت ليس عاملاً كيميائيًا، بل هو عامل ميكانيكي وتأثيره شبيه بالتدليك لكن هذا فقط للوهلة الأولى.

نوع غريب من المخدرات عاد للظهور والانتشار من جديد في بعض دول العالم يتم استخدامه عبر الاستماع إلى نوع محدد من النغمات التي تصل إلى الدماغ وتؤثر على ذبذباته الطبيعية وتُدخل الشخص المستمع إليها في جو من الراحة والاسترخاء يشبه حالة تعاطي المخدرات، لذلك أطلق عليها اسم "المخدرات الرقمية".

"المخدرات الرقمية" باتت تمثل مشكلة كبيرة ومصدر قلق في الوطن العربي إلا في اليمن ولا أدري لماذا لا تحذر أو تتحدث وسائلنا الإعلامية عن هذا الفخ الخطر للإدمان عبر البوابة الرقمية؟ ولماذا لا تشعر السلطات اليمنية ولو بقليل من القلق من مسائلة المخدرات الرقمية الصوتية؟ أم أن هذه السلطات تعودت على مخدر أصوات الرصاص والمدافع وكل ما يمضغ ويدخن ويتم شمه.

تقول التحذيرات إن الصوت الرقمي المخدر يحاكي تأثيرات الماريجوانا والكوكايين والأفيون، وكانت السلطات في دول عربية في سنوات سابقة منها لبنان والعراق والسعودية قد نجحت نسبياً في حملات تحذير مواطنيها من العقاقير الرقمية (الملفات الصوتية) لأن المخدر الرقمي عباره عن موسيقى، وهي ليست كلاسيكية أو ريلاكس، بل ضوضاء على ترددات مختلفة تزداد شدتها بمرور الوقت، وهذه الموسيقى يمكن العثور عليها ببحث بسيط على YouTube وتحظى بمشاهدات عالية، وبالعادة تكون المعزوفة الأولى مجانية.

هناك أرقام مرعبة تشير إلى انجراف الشباب والمراهقين والأطفال إلى هذا الصنف الموسيقي وعلى الآباء القلق على أبنائهم من ذلك، لأنها تعرض عليهم حتى وهم في غرف نومهم ، فهي ترسل عبر النت ولا يتطلب الأمر سوى سماعات رأس وقراءة التعليمات الصحيحة لاستخدام ملفات النغمات، التي لها تأثير حسب بعض العلماء يشبه الحشيش أو إكستاسي التي تسمى أيضاً بحبوب السعادة، وأسوأ شيء هو أن الأطفال الذين يبدؤون بالانتشاء من المخدر الرقمي هم أكثر عرضة للانتقال إلى مخدرات أخرى، لأن حدود القاعدة الأولية للإدمان ليست مرئية.

الطفل اليمني محروم ومظلوم موسيقياً وإذا لاحظتم سلوكًا غريبًا في طفلكم مثل حبه للانطواء ورأيتم أنه دائمًا ما يضع سماعات على أذنيه خاصةً عندما ينام، ولديه شغف زائد تجاه الموسيقى الصاخبة عليكم التحدث معه، لأن من المرجح جدًا أن يلجأ إلى الأحاسيس المعطاة مما يسمى بـ "العقاقير المخدرة الرقمية"، أو "جرعة على الإنترنت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى