خطر وكلاء إيران ينشط في الشرق الأوسط

> واشنطن "الأيام"

> ​صعّدت الميليشيات الموالية لإيران مؤخرا هجماتها، في خطوة تثير التساؤل عما إذا أضحت تلك الجماعات أكثر خطورة على استقرار الوضع في الشرق الأوسط؟

وبالرغم من أن الحوثيين الموالين لإيران في اليمن اعتادوا شن هجمات استهدفت مرافق مدنية في المملكة العربية السعودية، كانت الهجمات التي شنوها على الإمارات وأعلنوا مسؤوليتهم عنها -والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة آخرين- هي الأكثر أهمية والأولى من نوعها منذ حوالي أربع سنوات.

وجاءت هذه الهجمات في أعقاب سلسلة من أعمال القصف بالصواريخ في العراق وسوريا، قامت بها أيضا عناصر تعمل بالوكالة لحساب إيران.

وعلى الرغم من أن هذه الهجمات التي تمت في أنحاء المنطقة يمكن ربطها بإيران يبدو أن هناك اختلافا بين دوافع تنفيذها.

وطوال شهر يناير الجاري احتفلت طهران بذكرى مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي تم اغتياله في هجوم شنته طائرة مسيرة أميركية مطلع عام 2020. 

وتوعدت قيادة إيران هذا العام بالانتقام لمقتله وهددت مباشرة أميركيين شاركوا في تدبير الهجوم الذي استهدفه. وهدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأن الذين كان لهم دور في عملية قتل سليماني “لن يكونوا بأمان في أي مكان في العالم”.

وقالت مايا كارلين، المحللة في مركز السياسة الأمنية بواشنطن في تقرير نشرته مجلة ناشيونال انتريست الأميركية، إن “الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الهجمات التي استهدفت مرافق في الإمارات تزامنت مع سلسلة من الهجمات بالصواريخ استهدفت أميركيين في العراق وسوريا؛ فبعد أيام قليلة من الاحتفال بذكرى وفاة سليماني، في الثالث من الشهر الجاري، تعرضت القوات الأميركية في بغداد ومحافظة الأنبار لقصف منسق بصواريخ كاتيوشا، بينما تعرضت قاعدة تضم القوات الأميركية في سوريا لقصف غير مباشر”. 

وبعد ذلك بأسبوع أعلنت السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء المحصنة في العراق أنها تعرضت لهجوم على يد إرهابيين “يحاولون تقويض أمن العراق وسيادته وعلاقاته الدولية”.

وكانت طهران توعدت بمحو كل دلائل الوجود العسكري الأميركي في العراق منذ مقتل سليماني، بغض النظر عن العواقب التي تتعرض لها البلاد، بما في ذلك عودة ظهور تنظيم داعش وفقدان السيادة.

وعلى الرغم من أن إيران تستغل الذكرى السنوية الثانية لوفاة سليماني مبررا لأعمال التصعيد الأخيرة في العراق وسوريا لا يمكن استبعاد تمكينها الذي تتصوره؛ فطهران تعتقد أن سيطرتها في العراق مستحكمة ومهيمنة بشكل كبير إلى درجة أن العناصر التي تعمل لحسابها شنت هجوما بهدف الاغتيال على مقر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في نوفمبر 2021.

وتقول كارلين “في الوقت الذي شن فيه عملاء إيران هجمات بأسلحة متطورة وقاتلة في العراق وسوريا استطاع الحوثيون تصعيد الحرب المدمرة التي اندلعت في اليمن قبل ثمانية أعوام، باستخدام نفس الذخيرة المتطورة. وفي العام الماضي استولى الحوثيون على المبنى الذي هو بمثابة سفارة للولايات المتحدة واحتجزوا 25 من العاملين فيه لعدة أيام، واستولوا على سفينة ترفع علم الإمارات، وألقوا القبض بصورة غير قانونية على اثنين من العاملين مع الأمم المتحدة، وشنوا هجمات إرهابية مختلفة استهدفت المدنيين في السعودية واليمن”.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن ألغت في فبراير الماضي قرار الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يقضي بتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، لكن بعد هجمات الحوثيين الأخيرة صرح بايدن بأن الولايات المتحدة تدرس إعادة تصنيفهم جماعة إرهابية.

وتختتم كارلين تحليلها بالقول إن “نفوذ طهران في الداخل والخارج يتداعى، وتعاونها مع الميليشيات التابعة لها مستمر، في الغالب دون قيود. ومن أجل إظهار سراب من الاستقرار والقوة من المحتمل أن يعتمد المسؤولون الإيرانيون أكثر على من يعملون بالوكالة لحسابهم خلال الأشهر المقبلة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى