> حظي معرض الكتاب الدولي لهذا العام 2022 باهتمام رسمي وحكومي من قبل الحكومة ووزارة الثقافة والدولة في مصر حيث افتتح من قبل دولة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وهو انعكاس لما توليه الدولة المصرية من رعاية للثقافة والمعرفة والعلم والكتاب وأهميتهم في حياة المجتمعات والعلاقات بين الشعوب، حيث أكد هذا المعرض على أن هناك تلاقحا وتقاربا في الحضارات وبين المدن أيضا وخاصة بين الإسكندرية واليونان أو روما ونابولي في إيطاليا كونهما على حوض المتوسط وما يمثلاه كمدن عريقة معروفة من أهمية -مثل الإسكندرية واثينا وروما والتي تبرزنا كعلامتين في معرض الكتاب الدولي في دورته الـ 53 في القاهرة لهذا العام 2022 بعد أن تعثر لفترة بسبب جائحة ووباء كرونا، ولهذا اختيرت اليونان كضيف شرف هذه الدورة ومصر الحاضنة كونها كانت وما زالت تمثل منطلق بواكير الحداثة العربية وكانت مصر وما زالت ملتقى ووعاء لتلاقح الثقافات وتنوعها والحضارات أيضًا وهناك أيضًا اختير يحيى حقي ليكون شخصية هذه الدورة وهو من هو؟ الكاتب البارز والأديب والروائي الكبير والسينمائي المتصدر رحمه الله 1905-1992 ويعتبر أحد مشاعل الأدب والسينما في مصر وصاحب أكثر الأعمال شهرة وهي روايته قنديل أم هاشم التي تعد أول عمل أدبي روائي عربي تناول العلاقة الجار المقابل الأوربي وأيضًا حضور كثير من الكتاب مثل علي أحمد باكثير الكاتب الحضرمي الجنوبي المثير وصاحب رواية "وا إسلاماه"1910-1992 عاش وأبدع ونشأ ونبغ باكثير في مصر ونهل من منابعها وشرب من نيلها وحضر إليها شابا يافعا طامحا وعاش في حواريها فوجد فيها مبتغاه وحقق كل طموحاته، وكذلك لن ننسى العالمي نجيب محفوظ وروائعه وطه حسين والعقاد وفرج فوده وحتى ابن خلدون وجبران خليل جبران وغيرهم من الكبار ولا يمكن تناول الحداثة الفكرية والمجتمعية عربيا وجوهرها دون الوقوف بتمعن أمام روايات هؤلاء الكتاب الأفذاذ كما تقف عند كتاب رفاعه الطهطاوي "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" الذي فتح أبصارنا على أرووبا وحضارتها وكتاب الإمام محمد عبده الذي عرفنا بمسامحة الإسلام وبالعلاقات المجتمعية الراقية في ما وراء حوض المتوسط الذي يجمعنا شاطئه ويعطره ويلونه مصب النيل بصحراء مصر وعبقها.

وتظل المحروسة مصر بكل ما فيها من نيل وتراث وتاريخ مركز المعرفة والقاهرة أرض الكنانة وأرض الثقافات والعلم والتعايش والتسامح منارة للمسرح والكتاب والمعرفة وحاضنة للكتاب والمبدعين.