نجزم القول بأن نجاحات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تحققت خلال الفترة الماضية؛ وبغض النظر عن ملاحظاتنا حولها هي نجاحات للجنوب؛ وبأن الأخطاء أو الإخفاق أو التراجع عن تلك النجاحات أو المساومة عليها أو عدم مواصلتها هي خسارة للجنوب؛ ففي تقديرنا أصبح ذلك بمثابة معادلة وطنية وأمرًا واقعًا في حياة شعبنا يفرض نفسه على واقع المشهد السياسي وبكل تفاعلاته وأبعاده، ولن تغيرها قناعات من لا يؤيدون المجلس الانتقالي الجنوبي أو يقفون ضد مشروعه الوطني وبأي صورة كانت، ومن هذا المنطلق تصبح نجاحاته المحققة نجاحات للجنوب ولكل الجنوبيين بمن فيهم أولئك الذين لا يؤيدونه أو يقفون ضده، وبغض النظر عن الأسباب والدوافع التي تقف خلف مواقفهم المضادة له أو المسيئة لدوره .
ولأن الأمر كذلك فإن الحرص ولا شيء غير الحرص على نجاحه هو ما يدفع البعض من الوطنيين المخلصين لقضيتهم الوطنية لممارسة النقد الواضح والصريح وتوجيه اللوم للانتقالي وبقسوة شديدة في أحيان كثيرة وفي محطات مختلفة عندما تبرز بعض الأخطاء، أو الممارسات المسيئة له وللمشروع الوطني الجنوبي الذي يتصدر التعبير عنه بوضوح وثبات، ومعه بكل تأكيد قوى وأطراف وشخصيات جنوبية كثيرة.
أما من يستغلون ما يحصل من أخطاء وهفوات وسوء تقدير لبعض الأمور وعلى تعدد أهدافهم وخلفياتهم ودوافعهم الخبيثة، وكذلك بروز بعض الظواهر المسيئة من قبل مؤسسات وأجهزة محسوبة عليه وهي مرفوضة وغير مقبولة بكل تأكيد، أو عند التقصير في الأداء أثناء ممارسته لنشاطه في ميادين عمله المتعدد الأوجه، نجد أمثال هؤلاء يتبارون وبحماس لتضخيمها وتأويلها وتحويلها إلى معاول هدم تطال المشروع الوطني الجنوبي بكامله، وتتجاوز حدود التأثير أو النيل من سياسة ومواقف الانتقالي وحده، أو قياداته المختلفة إلى ما هو أبعد من ذلك.