الحياة خيار واختبار

> كلنا أولاد آدم قد خلقنا من تراب واحد ونفخة من رب العالمين، ومع ذلك فلكل فردٍ منا دوره الفريد المتفرد في هذا العالم، تماماً كأبناء العائلة الواحدة، حيث نتربى في ظل عناية الوالدين، ونأكل من طعام واحد ونعيش في بيت واحد مع هذا تختلف شخصياتنا وتتفرد طريقة تفكيرنا وأدائنا على مسرح الحياة وعند تنفيذ الدور تظهر أمامنا تفاصيل مختلفة علينا اختيار المناسب والملائم لنا، حتى الفرح أو الحزن هو خيار نأخذه في كل صباح وفي كل ثانية من اليوم الواحد.

وكذلك السلام أو الحرب هو قرار نتخذه فإن خطرت فكرة الحرب في أذهاننا نستطيع استبدالها بفكرة أجل واعظم منها ألا وهي السلام.

وهناك درب النمو والازدهار بإمكاننا اختياره أو نبتعد عنه لنجترّ حياتنا اجترار.

خيارنا هو البوصلة التي تقربنا أو تبعدنا عن هدفنا الروحاني وهو الخدمة والبناء . وبلوغ هذا الهدف السامي يتخلله اختبارات في الحياة هدفها أن تنظفنا من علائق الخلائق والخطيئات السوابق والبليات اللواحق وتقوينا حتى نعرف نورنا من نار النفس الأمارة بالسوء، كالنار الذي به يمتحن الذهب ويزداد لمعانه وقيمته. فكل محنة تمر بنا هي منحة لنصحو وننمو ونسمو ونزداد نوراً ووعياً، هي نقطة تحول بمصيرنا ومسيرنا ومسيرتنا، كل أزمة هي نعمة وعناية ظاهرها نار وباطنه نور نتقرب من خلاله إلى رب العالمين ونعقل ونتوكل بكل يقين بأنه ارحم الراحمين.

فهل بعد كل هذه المحن التي مررنا بها تعلمنا منها:

• إننا مع تنوعنا واختلافنا عبادُ ربٍ واحد؟

• الجميع باختلاف ألواننا واجناسنا وعقائدنا وأدياننا وأفكارنا وجنسياتنا ولغاتنا ننحدر من سلالة واحدة وأسرة عالمية واحدة وأن الكرة الأرضية هي وطنٌ للجميع فلا يجب أن ننظر للآخر بعين الغريب.

• احترام الآخر هو دليل احترامنا للخالق عز وجل وتبجيل سياسته العظيمة في خلقه.

• أن تشتعل إنسانيتنا لدرجة يجعلنا نشتعل حباً ومودة لكل من يصادفنا في الطريق.

• لا يوجد زهرة مثل زهرة ولا شجرة مثل شجرة لكلٍ لونها وعطرها وسحرها، هذه هي سر جمال حديقة الوجود و دليل عظمة تفردنا كأزهار وورود هذه الحديقة الإلهية.

• ومن أعظم عطايا الله لنا ونحن نعيش اليوم في قرن الأنوار أنه اجتث الشجرة الخبيثة من على الأرض وابقى الشجرة الطيبة، فقال: (كُلّكم أثمارُ شجرةٍ واحدةٍ وأوراقُ غصنٍ واحد)، ودمتم سالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى