غضب غربي بشأن أوكرانيا وسط حروب تحالفات في سوريا واليمن وفلسطين

> «الأيام» غرفة الأخبار

> منذ بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا قبل نحو أسبوع، اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي العربية، موجة مقارنات بين الوضع في أوكرانيا، وما حدث أو يحدث في دول ومناطق عربية، مثل الأراضي الفلسطينية وسوريا واليمن.

ورغم أن غالبية الدول العربية أيدت قرار الأمم المتحدة الذي طالب روسيا بوقف غزوها لأوكرانيا فورا، ينقسم الشارع العربي، على ما يبدو، بين مؤيد للغزو الروسي بمبررات مختلفة، وبين من يتضامن مع الشعب الأوكراني على اعتبار أن ما يقوم به الروس اعتداء سافر على بلد مستقل وذي سيادة.

أحداث أوكرانيا تصدرتها تحليلات مهتمون عرب وغربيون للمقارنة مع مايحدث في المنطقة العربية حيث أفرد موقع قناة الحرة الأمريكية مساحة واسعة لنقل وجهات نظر المحللون حيث رأى المحلل السياسي، إيلان بيرمان أن "هناك توازنا دقيقا في ما يحدث في دول الشرق الأوسط في ما يتعلق بالحرب الروسية الجديدة خاصة على المستوى الرسمي، إذ إن العديد من تلك الدول عارضت الحرب على أوكرانيا بشكل علني، وعبّر عدد أقل عن دعمهم لموسكو، فيما حاولت بعض الدول البقاء على الحياد وعدم الانحياز إلى أي طرف".

ولفت بيرمان إلى أن الاختلافات "في مواقف الدول تعكس المصالح، خاصة تلك التي تعتبر روسيا مصدرا للمشتريات الغذائية أو الأسلحة".

وأوضح بيرمان أنه مع استمرار "الحرب الروسية سيصبح من الصعب على دول المنطقة أن تبقى داعمة لسياسات بوتين، بسبب الاعتبارات الإنسانية، أو التحالفات السياسية الأخرى مع الولايات المتحدة ودول غربية".
  • السخط على النظام الدولي
وفي ما يتعلق بالشارع العربي، يرى محللون أن المقارنة بين أوكرانيا وبعض الدول العربية، ناتجة في الغالب عن تفاعل عاطفي مع الأحداث، لا يستند إلى حقائق موثوقة ومنطقية، وإن كان هناك تشابه على المستوى الإنساني.

"المقارنات بين ما يحدث في أوكرانيا ودول عربية، تشهد صراعات، قائمة على جموح مبالغ فيه، وهي مقارنات غير منطقية"، يقول الأستاذ في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، حسن منيمنة.

ويضيف أن "ما يشعر به الشارع العربي نابع من شعور داخلي بأن القضايا والحروب لا تتم معالجتها بإنصاف أكان من ناحية الإعلام أو المواقف الدولية".

ويتابع منيمنة أن طبيعة الصراعات التي يتم إجراء المقارنات بينها أكان في حالة فلسطين أو سوريا أو اليمن وغيرها من الدول، تختلف تماما عما يحدث في أوكرانيا، ولكنها تشترك جميعها بوجود خسائر بشرية وويلات تلاحق الشعوب".

ويذهب المحلل، الباحث السياسي، أحمد سلطان، في تحليله، إلى أن "المنطقة العربية مسكونة بهاجس التعرض للظلم، وهي عاطفية جدا تجاه قضايا المنطقة خاصة فلسطين والعراق وغيرها من الدول التي تشهد أزمات".

ويلفت في رده على أسئلة موقع "الحرة" إلى أن "الشارع العربي يشعر بالسخط تجاه النظام الدولي الذي ساهم في أزمات المنطقة، خاصة في ظل الدعم السريع الذي حظيت به أوكرانيا من الدول الغربية مقابل تجاهل ما حصل أو ما زال يحصل في العديد من الدول العربية".

ويشير المحلل السياسي، أنيس عكروتي إلى أن هناك تعاطفا كبيرا في الشارع العربي مع الشعب الأوكراني، وأن "فئة المتعاطفين مع الأوكرانيين عدد لا بأس به، هم من العراقيين واليمنيين والسوريين ممن ذاقوا ويلات الحرب لمدة سنوات وبالتالي لا يريدون أن تتكرر معاناتهم مع شعوب أخرى".

ويوضح عكروتي أن "العقل السياسي العربي يميل بنسبة كبيرة إلى الشخصية الكاريزماتية القوية للرئيس بوتين، وتذكره بقادة سياسيين أقوياء، لذلك تجد عددا منهم معجبين ببوتين ويدعمونه في كل عمل عسكري يستهدف الغرب".

ويقول المحلل سلطان إن الشارع العربي "يجري مقارنات بين ما يحدث في أوكرانيا ورد الدول الغربية عليه، مع الصراعات التي حصلت في عالمنا العربي، والتي لم تلق الردود الدولية ذاتها".

ويضيف سلطان أن ما عزز هذه النزعة "إجراء مقارنات من قبل وسائل إعلام غربية، عندما تحدثت عن صدمتها مما يحصل في أوكرانيا، مشيرة بإزدراء إلى أنها ليست العراق أو دولة عربية تشهد صراعات".

وكان إعلاميون غربيون قد أعربوا منذ اندلاع الأزمة عن الصدمة لما يحدث في أوكرانيا خصوصا في الجانب الإنساني، مشيرين بطريقة بدت مسيئة إلى أن أوكرانيا "ليست العراق أو سوريا" حتى يعاني شعبها ما يعانيه، وإنها "بلد أوروبي متحضر".

ويؤكد الكاتب حسن منيمنة أن ما يحصل في "سوريا أو فلسطين أو اليمن يتضمن اعتداءات مرفوضة، ولكن لا علاقة لها باعتداء روسيا على أوكرانيا وأن الغرب اتخذ موقفا دفاعيا واحدا تجاه هذه القضية".

ويشير منيمنة إلى أن "الحالة الوحيدة التي يمكن مقارنة الأزمة الأوكرانية بها هي الحرب الكويتية عندما غزاها صدام حسين من دون أي مبرر".

وكان مجلس جامعة دول العربية قد أبدى قلقه إزاء ما يحدث في أوكرانيا عقب تعرضها لغزو روسي، وأكد خلال اجتماع طارئ على أهمية حل الأزمة عبر "الحوار والدبلوماسية".

وحول ما إذا كانت مثل هذه المقارنات تصح أم لا؟، أشار المحلل عكروتي إلى أن "الشارع العربي دائما ما يميل إلى الردود العاطفية في التعامل مع أزمات يعيشها الغرب، ويتم إسقاط واستحضار ما شهدته الدول العربية من حروب ومجازر".

وأكد أن "كل دول العالم تعيش أزمات بدرجات متفاوتة، وما يحدث اليوم في أوكرانيا لا يمكن مقارنته بما شهدته الدول العربية من أعمال عنف"، ناهيك عن الاختلاف "في السياقات التي وقعت فيها الصراعات، فبعضها كان في سياق حرب داخلية لإسقاط نظام ديكتاتوري، أو صراع مستمر".

وذكر عكروتي أنه "لا يمكن أن ننكر أيضا وجود خلل في تعامل وسائل إعلام غربية مع الأزمة الأوكرانية مقارنة بما حدث في سوريا ويحدث في فلسطين".

ويرى المحلل سلطان "أن المقارنات بين الصراعات العربية وما يحدث في أوكرانيا لا تصح، إذ هناك بعض التشابهات والاختلافات الجذرية بين الصراع في أوكرانيا، والأزمات التي تحصل في دول عربية، فأوكرانيا هي بلد ذو سيادة معتدى عليه، وهي تشهد اتفاقا دوليا لدعم كييف، ولكن في حالة صراعات الدول العربية، فكانت طبيعتها تختلف، ولم تشهد اتفاقا دوليا مثل الذي نراه حاليا".

وأضاف أن "إزدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الصراعات بالتأكيد ستخدم الأنظمة الديكتاتورية، وهي ما يخلق كراهية لدى بعض الشارع العربي للأنظمة الغربية، ويجعل منهم مؤيدين لشخصيات مثل بوتين أو حتى قادة دول آخرين مثل الصين وكورويا الشمالية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى