جولي في عدن

> قالت.. "لقد هبطتُ في عدن".

وسمع العالم بهذا الوصول الأثير لسفيرة النوايا الحسنة أنجلينا جولي إلى اليمن.

والهبوط في عدن له مزية خاصة في روح القادمة من الآفاق كأنه قَبَسٌ من هوليوود.

نحن نثني على الشعور بالإنسانية عندما نرى مبعوثة المفوضية السامية للاجئين تقبّل رأس امرأة نازحة، وتأنس بالجلوس معها وتصغي لشكواها من الحرب.

هي قبل أن تأتي كانت قد سمعت أن هذا البلد يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ولم تخفِ شعورها بالمأساة عندما قالت.." بينما نواصل مشاهدة الفظائع التي تتكشف في أوكرانيا، وندعو إلى إنهاء فوري للصراع، ووصول المساعدات الإنسانية، أنا هنا في اليمن لدعم الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى السلام".

إنها لحظة تحوّل تاريخية في الشعور بأهمية السلام، خاصة في خضم هذا الصراع المحتدم شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.

ثم تسافر جولي إلى مدينة السلام وتقول.." لقد هبطتُ في عدن".

كل الناس تريد لهذه الزيارة أن تكون ميدانية وذات وزن حين تسفر عن نتائج تخدم النازحين.

أما هؤلاء المهجّرون قسرًا فإنهم يتمنون على السفيرة أن تطوف بهم في خيامهم وملاجئهم ولا تستثني منهم أحدًا.

فهل ترسم جولي الصورة التي تراها بوضوح للعالم، لآلاف من المشردين الذين تقطّعت بهم السبل منذ سبع سنين، وتدعو إلى معاملة متساوية تجاه هؤلاء النازحين أسوة بكل اللاجئين الذين هجّرتهم الحروب في العالم؟

هي اختارت عدن لتهبط على أرضها كمنطلق لحركتها الميدانية إلى مناطق النازحين؟

لكن لِمَ اختارت هذه المدينة محطة لهبوطها بعد رحلة في الفضاء استمرت ساعات؟

الجواب يبدو سهلًا، فعدن في حِس أهل الفن والثقافة "عصرية"، وهي في ذاكرة العالم كونية تطل على بحر، وظلت عبر تاريخها جهة تبحر إلى كل الدنيا".

إن هذه الزيارة تعطي انطباعًا لدى الكثيرين، أن الناس في هذا العالم بمختلف أجناسهم وألوانهم ولغاتهم يستطيعون أن يتضامنوا لوقف الحروب والصراعات، فالشعور بالأخوّة الإنسانية أزلي وفطري، والإحساس بالألم تجاه معاناة المستضعفين سيظل حاضرًا في قلب الإنسانية الكبير (إنما المؤمنون إخوة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى