​إعصار أوكرانيا وارتداداته علينا

>
​يقفز على خارطة الأحداث اليوم مستجد حيوي وعلى صلة بجغرافيتنا وقضيتنا، فتداعيات أحداث أوكرانيا فرضت من قضية الطاقة كحدث طفرة بالنسبة لاحتياجات العالم منها، وخصوصا بعد العقوبات الغربية القاسية على روسيا، وعيون الغرب اليوم مصوّبة نحو مصادرها في كل دول الأرض.

منذ بدايات هذه الوحدة المشؤومة، وبصورة أكثر صلفاً بعد حرب 1994م، فقد آلت من حقول نفطنا الجنوبية إلى ملكية خاصة لنافذين من الهضبة الزيدية وغيرهم، وجثمت قوىً شمالية حصراً فوقها، وهي رابضة بثبات رغم كل المتغيرات التي عصفت بالبلاد، ومهمتها تأمين مصالح الكبار وقمع شعبنا هناك، وأيضًا إبقاء تلك التخوم ونفطها تحت نفوذهم.

اليوم المشهد الجنوبي يختلف كثيراً عمّا سبقه، وهو تغيّر لصالحنا وقضيتنا بعد الغزو الشمالي الثاني لجنوبنا، فقد كسرنا ودحرنا كل القوى العسكرية والأمنية الشمالية التي عبثت بنا طويلاً، إلّا في منطقة الوادي في حضرموت.

تتداخل ملامح وتجليات مشهد حضور وثبات قوات الشمال في حضرموت، وبينها يظهر بجلاء الارتباط الوثيق بقوى النفوذ الإخواني المُتحكّم بالبلاد وبالسلطة معاً، وهذا يعود إلى الآمر الفعلي للبلاد الجنرال علي محسن، والأهم أن لا نغفل أيضاً الصلة الوثيقة العُروى للإخوان بالآخر الخارجي الذي هم هراوته وذراعه هنا، وهو الذي رسم كل سيناريوهات الأحداث هنا وفي بقية بلداننا العربية الملتهبة.

في حضرموت تفجّرت هزّتين -هبّة شعبية- زلزلتا قوى الشمال هناك، وإن اقتصرتا على أهل الجغرافيا الحضرمية حصراً، ولكن تجاوب معهما كل جنوبنا ككيان، واللافت هو التدخل الفج لنافذين حضارم مرتبطين إقليمياً فيهما بغية تثبيطهما، وهم من عرّابي المنطقة، وهذا يشير إلى ارتباط ما يجري هناك بقوى النفوذ النفطية المحلية -الإقليمية- العالمية ولا شك، وهذا له دلالاته وتبعاته أيضاً.

هنا آن أوان وضرورة إحداث حلحلة ملموسة تعني كل مشهدنا الجنوبي وقضيتنا، فالخارج يصبو اليوم نحو تخوم النفط، ومستخرجاتنا الحقيقية منه ذات شأن، أي أنّ جنوبنا سيكون في عين العدسة العالمية ولا شك، وهنا علينا أن نقول لهم إن هذه الأرض هي أرضنا ونفطها يخصنا نحن، وهذا سيدفع بقضيتنا إلى فضاءات أرحب، لكن ذلك لن يحصل إلا بحدث مجلجل تتداعى له الأصقاع ويقر به الخارج، ولأن بقاء الوضع كما هو عليه الآن هناك، يعني لجؤهم إلى الإخوان/ السلطة كملاك لتلك التخوم ونفطها.
أعتقد أن قيادتنا في الانتقالي تتفهم جيداً ما أرمي إليه هنا، وربّما هم الآن يمعنون التفكير فعلاً في بحث هذا الوضع المستجد، هذا جائز جداً، أليس كذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى